- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل الخامس و الاربعون التقوى و
الفسوق
|
|
مدخل : |
التقوى في أصل معناها من الوقاية ، و الوقاية تعني الحذر
و الاحتراز و البعد و الاجتناب . |
|
( 360 ) التقوى و الورع الفسوق و الفساد و الفجور
|
|
قال الامام علي ( ع ) : لا يهلك على التّقوى سنخ أصل ، و لا يظمأ عليها زرع قوم .
فاستتروا في بيوتكم ، و أصلحوا ذات بينكم ، و التّوبة من ورائكم . و لا يحمد
حامد إلاّ ربّه ، و لا يلم لائم إلاّ نفسه . ( الخطبة
16 ، 58 ) فاتّقوا اللّه
عباد اللّه ، و فرّوا إلى اللّه من اللّه ، و امضوا في الّذي نهجه لكم ، و قوموا
بما عصبه بكم . فعليّ ضامن لفلجكم آجلا ، إن لم تمنحوه عاجلا . ( الخطبة 24 ، 70 ) أمّا بعد فإنّ
الجهاد باب من أبواب الجنّة ، فتحه اللّه لخاصّة أوليائه . و هو لباس التّقوى ،
و درع اللّه الحصينة . ( الخطبة 27 ، 75 ) أمّا الإمرة
البرّة فيعمل فيها التّقيّ ، و أمّا الإمرة الفاجرة فيتمتّع فيها الشّقيّ . ( الخطبة 40 ، 99 ) فاتقى عبد ربّه ،
نصح نفسه ، و قدّم توبته ، و غلب شهوته . ( الخطبة 62 ،
188 ) رحم اللّه امرأ . . . جعل
الصّبر مطيّة نجاته ، و التّقوى عدّة وفاته . ( الخطبة
74 ، 130 ) الزّهادة قصر
الأمل ، و الشّكر عند النّعم ، و التّورّع عند المحارم . ( الخطبة 79 ، 134 ) أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه الّذي ضرب الأمثال ، و
وقّت لكم الآجال ، و ألبسكم الرّياش ، و أرفغ لكم المعاش ، و أحاط بكم الإحصاء ،
و أرصد لكم الجزاء ، و آثركم بالنّعم السّوابغ ، و الرّفد الرّوافغ ( أي الواسعة ) ، و أنذركم بالحجج البوالغ . فأحصاكم
عددا ، و وظّف لكم مددا ، في قرار خبرة ، و دار عبرة ، أنتم مختبرون فيها ، و
محاسبون عليها . ( الخطبة 81 ، 1 ، 137 ) أوصيكم بتقوى اللّه الّذي أعذر بما أنذر ، و احتجّ بما
نهج ، و حذّركم عدوّا نفذ في الصّدور خفيا ( أي الشيطان
) ، و نفث في الآذان نجيّا . فأضلّ و أردى ، و وعد فمنّى ، و زيّن سيّئات
الجرائم ، و هوّن موبقات العظائم . ( الخطبة 81 ، 2 ،
145 ) فإن أتاكم اللّه
بعافية فاقبلوا ، و إن ابتليتم فاصبروا ، فإنّ العاقبة للمتّقين . ( الخطبة 96 ، 191 ) و ارغبوا فيما
وعد المتّقين ، فإنّ وعده أصدق الوعد . ( الخطبة 108 ، 213 ) و قال
( ع ) عن الدنيا : لا خير في شي ء
من أزوادها إلاّ التّقوى . ( الخطبة 109 ، 215 ) أوصيكم عباد
اللّه بتقوى اللّه ، الّتي هي الزّاد و بها المعاذ : زاد مبلغ ، و معاذ منجح . فاتّقوا اللّه
حقّ تقاته ، و لا تموتنّ إلاّ و أنتم مسلمون . ( الخطبة
112 ، 222 ) و لو أنّ
السّموات و الأرضين كانتا على عبد رتقا ثمّ اتّقى اللّه لجعل اللّه له منهما
مخرجا . الخطبة 128 ، 241 ) فمن أشعر التّقوى
قلبه ، برّز مهله ( أي فاق غيره بتقدمه الى الخير )
و فاز عمله . ( الخطبة 130 ، 244 ) أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى ، و الأبصار اللاّمحة
إلى منار التّقوى ؟ أين القلوب الّتي وهبت للّه ، و عوقدت على طاعة اللّه ؟ ( الخطبة 142 ، 256 ) اعلموا عباد
اللّه أنّ التّقوى دار حصن عزيز . و الفجور دار حصن ذليل . لا يمنع أهله ، و لا
يحرز ( أي يحفظ ) من لجأ إليه . ألا و بالتّقوى
تقطع حمة الخطايا ( الحمة هي ابرة الزنبور و العقرب ) و
باليقين تدرك الغاية القصوى . ( الخطبة 155 ، 277 )
أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه و طاعته ، فإنّها النّجاة
غدا ، و المنجاة أبدا . ( الخطبة 159 ، 286 ) أوصيكم عباد
اللّه بتقوى اللّه فإنّها خير ما تواصى العباد به ، و خير عواقب الأمور عند
اللّه . ( الخطبة 171 ، 308 ) و اللّه ما أرى عبدا يتّقي تقوى تنفعه حتّى يخزن لسانه . ( الخطبة 174 ، 315 ) و أوصاكم بالتّقوى و جعلها منتهى رضاه و حاجته من خلقه .
فاتّقوا اللّه الّذي أنتم بعينه ، و نواصيكم بيده ، و تقلّبكم في قبضته . إن
أسررتم علمه ، و إن أعلنتم كتبه . قد وكّل بذلك حفظة كراما لا يسقطون حقا و لا
يثبتون باطلا . و اعلموا أنّه من يتّق اللّه يجعل له مخرجا من الفتن ، و نورا من
الظّلم ، و يخلّده فيما اشتهت نفسه ، و ينزله منزل الكرامة عنده ، في دار
اصطنعها لنفسه . . . (
الخطبة 181 ، 331 ) و اعتصموا بتقوى
اللّه ، فإنّ لها حبلا وثيقا عروته ، و معقلا منيعا ذروته . ( الخطبة 188 ، 350 ) عباد اللّه أوصيكم بتقوى اللّه فإنّها حقّ اللّه عليكم ،
و الموجبة على اللّه حقّكم . و أن تستعينوا عليها باللّه ، و تستعينوا بها على
اللّه . فإنّ التّقوى في اليوم الحرز و الجنّة ، و في غد الطّريق إلى الجنّة .
مسلكها واضح ، و سالكها رابح . و مستودعها حافظ . لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين منكم و الغابرين ،
لحاجتهم إليها غدا . إذا أعاد اللّه ما أبدى ، و أخذ ما أعطى ، و سأل عمّا أسدى
. فما أقلّ من قبلها و حملها حقّ حملها . أولئك الأقلّون عددا . و هم أهل صفة
اللّه سبحانه إذ يقول وَ قَلِيْلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ . فأهطعوا بأسماعكم
إليها . و كظّوا بجدّكم عليها . و اعتاضوها من كلّ سلف خلفا ، و من كلّ مخالف
موافقا . أيقظوا بها نومكم ، و اقطعوا بها يومكم . و أشعروها قلوبكم ، و ارحضوا
بها ذنوبكم . و داووا بها الأسقام ، و بادروا بها الحمام . و اعتبروا بمن أضاعها
، و لا يعتبرنّ بكم من أطاعها . ألا فصونوها و تصوّنوا بها ، و كونوا عن الدّنيا
نزّاها ، و إلى الآخرة ولاّها . و لا تضعوا من رفعته التّقوى ، و لا ترفعوا من
رفعته الدّنيا . . ( الخطبة 189 ، 354 ) فاتّقوا اللّه و لا تكونوا لنعمه عليكم أضدادا ، و لا
لفضله عندكم حسّادا . ( الخطبة 190 ، 2 ، 361 ) أمّا بعد فإنّي
أوصيكم بتقوى اللّه الّذي ابتدأ خلقكم ، و إليه يكون معادكم . و به نجاح طلبتكم
، و إليه منتهى رغبتكم . و نحوه قصد سبيلكم ، و إليه مرامي مفزعكم . فإنّ تقوى
اللّه دواء داء قلوبكم ، و بصر عمى أفئدتكم . و شفاء مرض أجسادكم ، و صلاح فساد
صدوركم . و طهور دنس أنفسكم ، و جلاء عشا أبصاركم . و أمن فزع جأشكم ، و ضياء
سواد ظلمتكم . فاجعلوا طاعة اللّه شعارا دون دثاركم ، و دخيلا دون شعاركم ، و
لطيفا بين أضلاعكم ، و أميرا فوق أموركم ، و منهلا لحين ورودكم ، و شفيعا لدرك
طلبتكم ، و جنّة ليوم فزعكم ، و مصابيح لبطون قبوركم ، و سكنا لطول وحشتكم ، و
نفسا لكرب مواطنكم . فإنّ طاعة اللّه حرز من متالف مكتنفة ، و مخاوف متوقّعة ، و
أوار نيران موقدة . فمن أخذ بالتّقوى عزبت ( أي بعدت )
عنه الشّدائد بعد دنوّها ، و احلولت له الأمور بعد مرارتها ، و انفرجت عنه
الأمواج بعد تراكمها ، و أسهلت له الصّعاب بعد إنصابها ، و هطلت عليه الكرامة
بعد قحوطها و تحدّبت عليه الرّحمة بعد نفورها ، و تفجّرت عليه النّعم بعد نضوبها
، و وبلت عليه البركة بعد إرذاذها ( أي أمطرت عليه
البركة بعد ان كانت تنزل رذاذا ) . فإنّ تقوى اللّه
مفتاح سداد ، و ذخيرة معاد . و عتق من كلّ ملكة ( أي
عتق من رق الشهوات ) ، و نجاة من كلّ هلكة . بها ينجح الطّالب ، و ينجو
الهارب ، و تنال الرّغائب . ( الخطبة 228 ، 431 ) أمره بتقوى اللّه
في سرائر أمره و خفيّات عمله . حيث لا شهيد غيره ، و لا وكيل دونه . و أمره ألاّ
يعمل بشي ء من طاعة اللّه فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسرّ ، و من لم يختلف
سرّه و علانيته ، و فعله و مقالته ، فقد أدّى الأمانة و أخلص العبادة . الخطبة 265 ، 463 ) و اعلم يا بنيّ أنّ أحبّ ما أنت آخذ به إليّ من وصيّتي
تقوى اللّه ، و الاقتصار على ما فرضه اللّه عليك . (
الخطبة 270 ، 1 ، 477 ) فاتّق اللّه يا معاوية في نفسك ، و جاذب الشّيطان قيادك ،
فإنّ الدّنيا منقطعة عنك ، و الآخرة قريبة منك ، و السّلام . ( الخطبة 271 ، 491 ) فاتّق اللّه و
اردد إلى هؤلاء القوم أموالهم . ( الخطبة 280 ، 499 ) و من عهده ( ع ) لمالك الاشتر لما ولاه على مصر و أعمالها :
أمره بتقوى اللّه و إيثار طاعته ، و اتّباع ما أمر به في كتابه : من فرائضه و
سننه ، الّتي لا يسعد أحد إلاّ باتّباعها ، و لا يشقى إلاّ مع جحودها و إضاعتها
، و أن ينصر اللّه سبحانه بقلبه و يده و لسانه . فإنّه جلّ اسمه قد تكفّل بنصر
من نصره ، و إعزاز من أعزّه . و أمره أن يكسر نفسه من الشّهوات ، و يزعها ( أي يكفّها ) عند الجمحات . فإنّ النّفس أمّارة
بالسّوء ، إلاّ ما رحم اللّه . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517
) و الورع جنّة ( 3 ح ، 565 ) لا يقلّ عمل مع
التّقوى ، و كيف يقلّ ما يتقبّل ؟ ( 95 ح ، 581 ) و لا كرم كالتّقوى . . .
و لا ورع كالوقوف عند الشّبهة . ( 113 ح ، 586 ) عظم الخالق عندك
يصغّر المخلوق في عينك . ( 129 ح ، 589 ) و خاطب
الامام ( ع ) الموتى و قد مر بقبور الكوفة ، ثم التفت الى أصحابه فقال : أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزّاد
التّقوى . ( 130 ح ، 589 ) أيّها النّاس ،
اتّقوا اللّه الّذي إن قلتم سمع ، و إن أضمرتم علم . .
. ( 203 ح ، 603 ) اتّقوا اللّه
تقيّة من شمّر تجريدا و جدّ تشميرا ، و كمّش في مهل ، و بادر عن وحل ، و نظر في
كرّة الموئل و عاقبة المصدر و مغبّة المرجع . ( 210 ح ،
604 ) اتّق اللّه بعض
التّقى و إن قلّ ، و اجعل بينك و بين اللّه سترا و إن رقّ . ( 242 ح ، 610 ) معاشر النّاس ،
اتّقوا اللّه فكم من مؤمّل ما لا يبلغه ، و بان ما لا يسكنه ، و جامع ما سوف
يتركه ، و لعلّه من باطل جمعه ، و من حقّ منعه : أصابه حراما ، و احتمل به آثاما
. فباء بوزره ، و قدم على ربّه آسفا لاهفا . قد خسر الدّنيا و الآخرة ، ذلك هو
الخسران المبين . ( 344 ح ، 635 ) و من كثر كلامه
كثر خطؤه ، و من كثر خطؤه قلّ حياؤه ، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه ، و من قلّ ورعه
مات قلبه ، و من مات قلبه دخل النّار . ( 349 ح ، 636 ) أيّها النّاس ،
اتّقوا اللّه ، فما خلق امرؤ عبثا فيلهو ، و لا ترك سدى فيلغو . ( 370 ح ، 640 ) لا شرف أعلى من
الإسلام ، و لا عزّ أعزّ من التّقوى ، و لا معقل أحسن من الورع . ( 371 ح ، 641 ) ألا و إنّ من
البلاء الفاقة ، و أشدّ من الفاقة مرض البدن ، و أشدّ من مرض البدن مرض القلب .
ألا و إنّ من النّعم سعة المال . و أفضل من سعة المال صحّة البدن ، و أفضل من
صحّة البدن تقوى القلب . ( 388 ح ، 645 ) التّقى رئيس
الأخلاق . ( 410 ح ، 649 ) الإيمان أن تؤثر
الصّدق حيث يضرّك على الكذب حيث ينفعك ، و أن لا يكون في حديثك فضل عن عملك ، و
أن تتّقي اللّه في حديث غيرك . ( 458 ح ، 658 ) |
|
( 361 ) التقوى حرية لا قيد
|
|
|
قال الامام علي ( ع ) : اقطعوا عن أنفسكم
لسعة هذه العقارب بالتّقوى . ( قول مشهور ) |
|
( 362 ) حافظوا على التقوى تحفظكم
|
|
قال الامام علي ( ع ) : |
|
( 363 ) صفات المتقين و الفاسقين
|
|
( رجال اللّه و أولياؤه العارفون باللّه
السالكون الطريق الى اللّه )
|
|
يراجع المبحث ( 360 ) التقوى و الفسوق . أمّا الإمرة البرّة فيعمل فيها التّقيّ ، و أمّا الإمرة
الفاجرة فيتمتّع فيها الشّقيّ ، إلى أن تنقطع مدّته ، و تدركه منيّته . ( الخطبة 40 ، 99 ) رحم اللّه امرءا سمع حكما فوعى ، و دعي إلى رشاد فدنا ، و
أخذ بحجزة هاد فنجا . راقب ربّه ، و خاف ذنبه . قدّم خالصا ، و عمل صالحا .
اكتسب مذخورا ، و اجتنب محذورا ، و رمى غرضا ، و أحرز عوضا . كابر هواه ، و كذّب
مناه . جعل الصّبر مطيّة نجاته ، و التّقوى عدّة وفاته . ركب الطّريقة الغرّاء ،
و لزم المحجّة البيضاء . اغتنم المهل ، و بادر الأجل ، و تزوّد من العمل . ( الخطبة 74 ، 130 ) فاتّقوا اللّه
تقيّة من سمع فخشع ، و اقترف فاعترف ، و وجل فعمل ، و حاذر فبادر ، و أيقن فأحسن
، و عبّر فاعتبر ، و حذّر فحذر ، و زجر فازدجر ، و أجاب فأناب ، و راجع فتاب ، و
اقتدى فاحتذى ، و أري فرأى . فأسرع طالبا ، و نجا هاربا ، فأفاد ذخيرة ، و أطاب
سريرة ، و عمّر معادا ، و استظهر زادا ، ليوم رحيله و وجه سبيله ، و حال حاجته و
موطن فاقته ، و قدّم أمامه لدار مقامه . فاتّقوا اللّه عباد اللّه جهة ما خلقكم
له ، و احذروا منه كنه ما حذّركم من نفسه ، و استحقّوا منه ما أعدّ لكم
بالتّنجّز لصدق ميعاده ، و الحذر من هول معاده . (
الخطبة 81 ، 2 ، 141 ) فاتّقوا اللّه
عباد اللّه ، تقيّة ذي لبّ شغل التّفكّر قلبه ، و أنصب الخوف بدنه ، و أسهر
التّهجّد غرار نومه ، و أظمأ الرّجاء هواجر يومه ، و ظلف الزّهد شهواته ، و أوجف
الذّكر بلسانه ، و قدّم الخوف لأمانه ، و تنكّب المخالج عن وضح السّبيل ، و سلك
أقصد المسالك إلى النّهج المطلوب ، و لم تفتله فاتلات الغرور ، و لم تعم عليه
مشتبهات الأمور ، ظافرا بفرحة البشرى ، و راحة النّعمى ، في أنعم نومه ، و آمن
يومه . و قد عبر معبر العاجلة حميدا ، و قدّم زاد الآجلة سعيدا ، و بادر من وجل
، و أكمش في مهل ( أي أسرع ) ، و رغب في طلب ، و
ذهب عن هرب ( أي انصرف عما يجب الهروب منه ) ، و
راقب في يومه غده ، و نظر قدما أمامه . فكفى بالجنّة ثوابا و نوالا ، و كفى
بالنّار عقابا و وبالا . و كفى باللّه منتقما و نصيرا ، و كفى بالكتاب حجيجا و
خصيما . ( الخطبة 81 ، 2 ، 144 ) و قال ( ع ) في صفة الفاسق المغتر بالدنيا ، و ذلك من خطبته
الغراء : أم هذا الّذي أنشأه في ظلمات الأرحام ، و شغف الأستار . نطفة
دهاقا ( أي منصبّة بقوة ) ، و علقة محاقا . و
جنينا و راضعا ، و وليدا و يافعا . ثمّ منحه قلبا حافظا ، و لسانا لافظا ، و
بصرا لاحظا . و من خطبة له ( ع ) يبين فيها صفات المتقين و
صفات الفاسقين : عباد اللّه ،
إنّ من أحبّ عباد اللّه إليه عبدا أعانه اللّه على نفسه ، فاستشعر الحزن ، و
تجلبب الخوف . فزهر مصباح الهدى في قلبه ، و أعدّ القرى ليومه النّازل به .
فقرّب على نفسه البعيد ، و هوّن الشّديد . نظر فأبصر ، و ذكر فاستكثر ، و ارتوى
من عذب فرات سهّلت له موارده ، فشرب نهلا ، و سلك سبيلا جددا ( أي يسهل السير فيه ) . قد خلع سرابيل الشّهوات ، و
تخلّى من الهموم ، إلاّ همّا واحدا انفرد به . فخرج من صفة العمى ، و مشاركة أهل
الهوى . ( و يتابع عليه السلام خطبته فيقول عن صفات الفاسقين ) :
و آخر قد تسمّى عالما و ليس به ، فاقتبس جهائل من جهّال ، و أضاليل من ضلاّل . و
نصب للنّاس أشراكا من حبائل غرور ، و قول زور . قد حمل الكتاب على آرائه ، و عطف
الحقّ على أهوائه . يؤمن النّاس من العظائم ، و يهوّن كبير الجرائم . يقول : أقف
عند الشّبهات ، و فيها وقع . و قال ( ع ) عن صفة الفاسقين : آثروا عاجلا و أخّروا
آجلا ، و تركوا صافيا و شربوا آجنا . و قال ( ص ) « يا عليّ إنّ القوم سيفتنون بأموالهم ، و يمنّون بدينهم على ربّهم ، و
يتمنّون رحمته ، و يأمنون سطوته . و يستحلّون حرامه بالشّبهات الكاذبة و الأهواء
السّاهية . فيستحلّون الخمر بالنّبيذ
، و السّحت بالهديّة ، و الرّبا بالبيع » . قلت : يا رسول اللّه فبأيّ المنازل
أنزلهم عند ذلك ؟ أبمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة ؟ فقال : « بمنزلة فتنة » . ( الخطبة 154 ، 276 ) و قال ( ع ) بعد فتنة عثمان ، في أن شرط النجاة الاستقامة حتى
النهاية : ألا و إنّ القدر السّابق قد وقع ، و القضاء الماضي قد تورّد .
و إنّي متكلّم بعدة اللّه و حجّته . قال اللّه تعالى إنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ، تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
المَلاَئكَةُ أَلاَ تَخَافُوا وَ لاَ تَحْزَنُوا ، وَ أَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوْعَدُونَ . و قد قلتم (
ربّنا اللّه ) فاستقيموا على كتابه ، و على منهاج أمره ، و على الطّريقة
الصّالحة من عبادته ، ثمّ لا تمرقوا منها ، و لا تبتدعوا فيها ، و لا تخالفوا
عنها . فإنّ أهل المروق منقطع بهم عند اللّه يوم القيامة . ثمّ إيّاكم و تهزيع
الأخلاق و تصريفها . و اجعلوا اللّسان واحدا . و ليخزن الرّجل لسانه . فإنّ هذا
اللّسان جموح بصاحبه . و اللّه ما أرى عبدا يتّقي تقوى تنفعه حتّى يخزن لسانه .
و إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه ، و إنّ قلب المنافق من وراء لسانه . لأنّ
المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه ، فإن كان خيرا أبداه ، و إن
كان شرّا واراه . و إنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له و
ماذا عليه . و لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : « لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه . و لا يستقيم قلبه
حتّى يستقيم لسانه » فمن استطاع منكم أن يلقى اللّه تعالى و هو نقيّ
الرّاحة من دماء المسلمين و أموالهم ، سليم اللّسان من أعراضهم ، فليفعل . ( الخطبة 174 ، 314 ) قال (
ع ) في صفة العارف باللّه : قد لبس للحكمة
جنّتها ، و أخذها بجميع أدبها . من الإقبال عليها و المعرفة بها و التّفرّغ لها
. فهي عند نفسه ضالّته الّتي يطلبها ، و حاجته الّتي يسأل عنها . فهو مغترب إذا
اغترب الإسلام ، و ضرب بعسيب ( أي أصل ) ذنبه ،
و الصق الأرض بجرانه ( الجران : عنق البعير يضعه على
الارض ، و هو كناية عن الضعف ) . بقيّة من بقايا حجّته ، خليفة من خلائف
أنبيائه . الخطبة 180 ، 327 ) وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إلَى الْجَنَّةِ
زُمَراً . قد أمن العذاب ، و انقطع العتاب ، و زحزحوا عن النّار ، و اطمأنّت بهم
الدّار ، و رضوا المثوى و القرار . الّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكية ، و
أعينهم باكية ، و كان ليلهم في دنياهم نهارا ، تخشّعا و استغفارا ، و كان نهارهم
ليلا ، توحشا و انقطاعا . فجعل اللّه لهم الجنّة مآبا ، و الجزاء ثوابا ، ( و كانوا أحقّ بها و أهلها ) ، في ملك دائم ، و نعيم
قائم . ( الخطبة 188 ، 352 ) . . . و إنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة لائم . سيماهم
سيما الصّدّيقين ، و كلامهم كلام الأبرار . عمّار اللّيل و منار النّهار .
متمسّكون بحبل القرآن . يحيون سنن اللّه و سنن رسوله . لا يستكبرون و لا يعلون ،
و لا يغلّون و لا يفسدون . قلوبهم في الجنان و أجسادهم في العمل . ( الخطبة 190 ، 4 ، 375 ) روي أن صاحبا لأمير المؤمنين عليه السلام يقال له همام بن شريح كان رجلا عابدا . و حرصا في علم ، و علما في حلم . و قصدا في غنى ، و خشوعا
في عبادة . و تجمّلا في فاقة ، و صبرا في شدّة . و طلبا في حلال ، و نشاطا في
هدى ، و تحرّجا عن طمع . يعمل الأعمال الصّالحة و هو على وجل . يمسي و همّه
الشّكر ، و يصبح و همّه الذّكر . يبيت حذرا و يصبح فرحا ، حذرا لمّا حذّر من
الغفلة ، و فرحا بما أصاب من الفضل و الرّحمة . قال : فصعق همّام صعقة كانت نفسه فيها ( أي مات ) . فقال أمير
المؤمنين عليه السّلام : أما و اللّه لقد كنت أخافها عليه . ثمّ قال :
هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها ؟ ( الخطبة 191 ، 376
) و قال
( ع ) في صفة السالك الطريق الى اللّه سبحانه : قد أحيا عقله ، و أمات نفسه . حتّى دقّ جليله ، و لطف غليظه . و برق له
لامع كثير البرق ، فأبان له الطّريق ، و سلك به السّبيل . و تدافعته الأبواب إلى
باب السّلامة ، و دار الإقامة . و ثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن و
الرّاحة . بما استعمل قلبه ، و أرضى ربّه . ( الخطبة
218 ، 415 ) و قال
( ع ) عند تلاوته يُسَبِّحُ لَهُ
فِيْهَا بِالغُدُوِّ وَ الآصَالِ رِجَالٌ ، لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لاَ
بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ : إنّ اللّه سبحانه و تعالى جعل الذّكر جلاء
للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة ، و تبصر به بعد العشوة ، و تنقاد به بعد المعاندة
. و ما برح للّه عزّت آلاؤه في البرهة بعد البرهة ، و في ازمان الفترات ، عباد
ناجاهم في فكرهم ، و كلّمهم في ذات عقولهم . و اعلموا عباد
اللّه إنّ المتّقين ذهبوا بعاجل الدّنيا و آجل الآخرة . فشاركوا أهل الدّنيا في
دنياهم ، و لم يشاركهم أهل الدّنيا في آخرتهم . سكنوا الدّنيا بأفضل ما سكنت . و قال
( ع ) عن أناس من أهل الشام اتّبعوا معاوية : و يشترون عاجلها بآجل الأبرار المتّقين . و لن يفوز بالخير إلاّ عامله ، و
لا يجزى جزاء الشّرّ إلاّ فاعله . ( الخطبة 272 ، 491 ) و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى ، لتأتي آمنة يوم الخوف
الأكبر ، و تثبت على جوانب المزلق . الخطبة 284 ، 506 )
. . . في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم ، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم ، و همهمت
بذكر ربّهم شفاههم ، و تقشّعت ( أي انجلت ) بطول
استغفارهم ذنوبهم أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ ، أَلاَ إِنَّ
حِزْبَ اللّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ . ( الخطبة
284 ، 510 ) طوبى لمن ذلّ في نفسه ، و طاب كسبه ، و صلحت سريرته ، و
حسنت خليقته ، و أنفق الفضل من ماله ، و أمسك الفضل من لسانه ، و عزل عن النّاس
شرّه . و وسعته السّنّة ، و لم ينسب إلى البدعة . ( 123
ح 588 ) الصّلاة قربان
كلّ تقيّ . ( 136 ح 592 ) و قال ( ع ) لرجل سأله أن يعظه : لا تكن ممّن يرجو
الآخرة بغير العمل . و يرجّي التّوبة ( أي يؤخّرها )
بطول الأمل ، يقول في الدّنيا بقول الزّاهدين . و يعمل فيها بعمل الرّاغبين . إن
اعطي منها لم يشبع ، و إن منع منها لم يقنع . يعجز عن شكر ما اوتي ، و يبتغي
الزّيادة فيما بقي . ينهى و لا ينتهي ، و يأمر بما لا يأتي . يحبّ الصّالحين و
لا يعمل عملهم ، و يبغض المذنبين و هو أحدهم . يكره الموت لكثرة ذنوبه ، و يقيم
على ما يكره الموت له . إن سقم ظلّ نادما ، و إن صحّ أمن لاهيا . يعجب بنفسه إذا
عوفي ، و يقنط إذا ابتلي . إن أصابه بلاء دعا مضطرّا ، و إن ناله رخاء أعرض
مغترّا . تغلبه نفسه على ما يظنّ ، و لا يغلبها على ما يستيقن . يخاف على غيره
بأدنى من ذنبه ، و يرجو لنفسه بأكثر من عمله . إن استغنى بطر و فتن و إن افتقر
قنط و وهن . يقصّر إذا عمل ، و يبالغ إذا سأل . إن عرضت له شهوة أسلف المعصية ،
و سوّف التّوبة . و إن عرته محنة انفرج عن شرائط الملّة ( يقصد بذلك الثبات و الصبر و استعانة اللّه على الخلاص من المحن ) . يقول الشريف الرضي : و لو لم يكن في هذا الكتاب ( أي
نهج البلاغة ) الاّ هذا الكلام لكفى به موعظة ناجعة ، و حكمة بالغة و
بصيرة لمبصر ، و عبرة لناظر مفكر . ( 150 ح 596 ) و قال
( ع ) في صفة المتّقين : كان لي فيما مضى
أخ في اللّه ، و كان يعظمه في عيني صغر الدّنيا في عينه . و كان خارجا من سلطان
بطنه فلا يشتهي ما لا يجد و لا يكثر إذا وجد . و كان أكثر دهره صامتا ، فإن قال
بدّ ( أي منع ) القائلين ، و نقع غليل السّائلين
. إنّ أولياء اللّه
هم الّذين نظروا إلى باطن الدّنيا إذا نظر النّاس إلى ظاهرها . و اشتغلوا بآجلها
إذا اشتغل النّاس بعاجلها . فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم ، و تركوا منها ما
علموا أنّه سيتركهم ، و رأوا استكثار غيرهم منها استقلالا ، و دركهم لها فونا .
أعداء ما سالم النّاس ، و سلم ما عادى النّاس . بهم علم الكتاب و به علموا . و
بهم قام الكتاب و به قاموا . لا يرون مرجوّا فوق ما يرجون ، و لا مخوفا فوق ما
يخافون . ( 432 ح 653 ) |
|
الفصل الخامس و الاربعون التقوى و
الفسوق
|
|
مدخل : |
التقوى في أصل معناها من الوقاية ، و الوقاية تعني الحذر
و الاحتراز و البعد و الاجتناب . |
|
( 360 ) التقوى و الورع الفسوق و الفساد و الفجور
|
|
قال الامام علي ( ع ) : لا يهلك على التّقوى سنخ أصل ، و لا يظمأ عليها زرع قوم .
فاستتروا في بيوتكم ، و أصلحوا ذات بينكم ، و التّوبة من ورائكم . و لا يحمد
حامد إلاّ ربّه ، و لا يلم لائم إلاّ نفسه . ( الخطبة
16 ، 58 ) فاتّقوا اللّه
عباد اللّه ، و فرّوا إلى اللّه من اللّه ، و امضوا في الّذي نهجه لكم ، و قوموا
بما عصبه بكم . فعليّ ضامن لفلجكم آجلا ، إن لم تمنحوه عاجلا . ( الخطبة 24 ، 70 ) أمّا بعد فإنّ
الجهاد باب من أبواب الجنّة ، فتحه اللّه لخاصّة أوليائه . و هو لباس التّقوى ،
و درع اللّه الحصينة . ( الخطبة 27 ، 75 ) أمّا الإمرة
البرّة فيعمل فيها التّقيّ ، و أمّا الإمرة الفاجرة فيتمتّع فيها الشّقيّ . ( الخطبة 40 ، 99 ) فاتقى عبد ربّه ،
نصح نفسه ، و قدّم توبته ، و غلب شهوته . ( الخطبة 62 ،
188 ) رحم اللّه امرأ . . . جعل
الصّبر مطيّة نجاته ، و التّقوى عدّة وفاته . ( الخطبة
74 ، 130 ) الزّهادة قصر
الأمل ، و الشّكر عند النّعم ، و التّورّع عند المحارم . ( الخطبة 79 ، 134 ) أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه الّذي ضرب الأمثال ، و
وقّت لكم الآجال ، و ألبسكم الرّياش ، و أرفغ لكم المعاش ، و أحاط بكم الإحصاء ،
و أرصد لكم الجزاء ، و آثركم بالنّعم السّوابغ ، و الرّفد الرّوافغ ( أي الواسعة ) ، و أنذركم بالحجج البوالغ . فأحصاكم
عددا ، و وظّف لكم مددا ، في قرار خبرة ، و دار عبرة ، أنتم مختبرون فيها ، و
محاسبون عليها . ( الخطبة 81 ، 1 ، 137 ) أوصيكم بتقوى اللّه الّذي أعذر بما أنذر ، و احتجّ بما
نهج ، و حذّركم عدوّا نفذ في الصّدور خفيا ( أي الشيطان
) ، و نفث في الآذان نجيّا . فأضلّ و أردى ، و وعد فمنّى ، و زيّن سيّئات
الجرائم ، و هوّن موبقات العظائم . ( الخطبة 81 ، 2 ،
145 ) فإن أتاكم اللّه
بعافية فاقبلوا ، و إن ابتليتم فاصبروا ، فإنّ العاقبة للمتّقين . ( الخطبة 96 ، 191 ) و ارغبوا فيما
وعد المتّقين ، فإنّ وعده أصدق الوعد . ( الخطبة 108 ، 213 ) و قال
( ع ) عن الدنيا : لا خير في شي ء
من أزوادها إلاّ التّقوى . ( الخطبة 109 ، 215 ) أوصيكم عباد
اللّه بتقوى اللّه ، الّتي هي الزّاد و بها المعاذ : زاد مبلغ ، و معاذ منجح . فاتّقوا اللّه
حقّ تقاته ، و لا تموتنّ إلاّ و أنتم مسلمون . ( الخطبة
112 ، 222 ) و لو أنّ
السّموات و الأرضين كانتا على عبد رتقا ثمّ اتّقى اللّه لجعل اللّه له منهما
مخرجا . الخطبة 128 ، 241 ) فمن أشعر التّقوى
قلبه ، برّز مهله ( أي فاق غيره بتقدمه الى الخير )
و فاز عمله . ( الخطبة 130 ، 244 ) أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى ، و الأبصار اللاّمحة
إلى منار التّقوى ؟ أين القلوب الّتي وهبت للّه ، و عوقدت على طاعة اللّه ؟ ( الخطبة 142 ، 256 ) اعلموا عباد
اللّه أنّ التّقوى دار حصن عزيز . و الفجور دار حصن ذليل . لا يمنع أهله ، و لا
يحرز ( أي يحفظ ) من لجأ إليه . ألا و بالتّقوى
تقطع حمة الخطايا ( الحمة هي ابرة الزنبور و العقرب ) و
باليقين تدرك الغاية القصوى . ( الخطبة 155 ، 277 )
أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه و طاعته ، فإنّها النّجاة
غدا ، و المنجاة أبدا . ( الخطبة 159 ، 286 ) أوصيكم عباد
اللّه بتقوى اللّه فإنّها خير ما تواصى العباد به ، و خير عواقب الأمور عند
اللّه . ( الخطبة 171 ، 308 ) و اللّه ما أرى عبدا يتّقي تقوى تنفعه حتّى يخزن لسانه . ( الخطبة 174 ، 315 ) و أوصاكم بالتّقوى و جعلها منتهى رضاه و حاجته من خلقه .
فاتّقوا اللّه الّذي أنتم بعينه ، و نواصيكم بيده ، و تقلّبكم في قبضته . إن
أسررتم علمه ، و إن أعلنتم كتبه . قد وكّل بذلك حفظة كراما لا يسقطون حقا و لا
يثبتون باطلا . و اعلموا أنّه من يتّق اللّه يجعل له مخرجا من الفتن ، و نورا من
الظّلم ، و يخلّده فيما اشتهت نفسه ، و ينزله منزل الكرامة عنده ، في دار
اصطنعها لنفسه . . . (
الخطبة 181 ، 331 ) و اعتصموا بتقوى
اللّه ، فإنّ لها حبلا وثيقا عروته ، و معقلا منيعا ذروته . ( الخطبة 188 ، 350 ) عباد اللّه أوصيكم بتقوى اللّه فإنّها حقّ اللّه عليكم ،
و الموجبة على اللّه حقّكم . و أن تستعينوا عليها باللّه ، و تستعينوا بها على
اللّه . فإنّ التّقوى في اليوم الحرز و الجنّة ، و في غد الطّريق إلى الجنّة .
مسلكها واضح ، و سالكها رابح . و مستودعها حافظ . لم تبرح عارضة نفسها على الأمم الماضين منكم و الغابرين ،
لحاجتهم إليها غدا . إذا أعاد اللّه ما أبدى ، و أخذ ما أعطى ، و سأل عمّا أسدى
. فما أقلّ من قبلها و حملها حقّ حملها . أولئك الأقلّون عددا . و هم أهل صفة
اللّه سبحانه إذ يقول وَ قَلِيْلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ . فأهطعوا بأسماعكم
إليها . و كظّوا بجدّكم عليها . و اعتاضوها من كلّ سلف خلفا ، و من كلّ مخالف
موافقا . أيقظوا بها نومكم ، و اقطعوا بها يومكم . و أشعروها قلوبكم ، و ارحضوا
بها ذنوبكم . و داووا بها الأسقام ، و بادروا بها الحمام . و اعتبروا بمن أضاعها
، و لا يعتبرنّ بكم من أطاعها . ألا فصونوها و تصوّنوا بها ، و كونوا عن الدّنيا
نزّاها ، و إلى الآخرة ولاّها . و لا تضعوا من رفعته التّقوى ، و لا ترفعوا من
رفعته الدّنيا . . ( الخطبة 189 ، 354 ) فاتّقوا اللّه و لا تكونوا لنعمه عليكم أضدادا ، و لا
لفضله عندكم حسّادا . ( الخطبة 190 ، 2 ، 361 ) أمّا بعد فإنّي
أوصيكم بتقوى اللّه الّذي ابتدأ خلقكم ، و إليه يكون معادكم . و به نجاح طلبتكم
، و إليه منتهى رغبتكم . و نحوه قصد سبيلكم ، و إليه مرامي مفزعكم . فإنّ تقوى
اللّه دواء داء قلوبكم ، و بصر عمى أفئدتكم . و شفاء مرض أجسادكم ، و صلاح فساد
صدوركم . و طهور دنس أنفسكم ، و جلاء عشا أبصاركم . و أمن فزع جأشكم ، و ضياء
سواد ظلمتكم . فاجعلوا طاعة اللّه شعارا دون دثاركم ، و دخيلا دون شعاركم ، و
لطيفا بين أضلاعكم ، و أميرا فوق أموركم ، و منهلا لحين ورودكم ، و شفيعا لدرك
طلبتكم ، و جنّة ليوم فزعكم ، و مصابيح لبطون قبوركم ، و سكنا لطول وحشتكم ، و
نفسا لكرب مواطنكم . فإنّ طاعة اللّه حرز من متالف مكتنفة ، و مخاوف متوقّعة ، و
أوار نيران موقدة . فمن أخذ بالتّقوى عزبت ( أي بعدت )
عنه الشّدائد بعد دنوّها ، و احلولت له الأمور بعد مرارتها ، و انفرجت عنه
الأمواج بعد تراكمها ، و أسهلت له الصّعاب بعد إنصابها ، و هطلت عليه الكرامة
بعد قحوطها و تحدّبت عليه الرّحمة بعد نفورها ، و تفجّرت عليه النّعم بعد نضوبها
، و وبلت عليه البركة بعد إرذاذها ( أي أمطرت عليه
البركة بعد ان كانت تنزل رذاذا ) . فإنّ تقوى اللّه
مفتاح سداد ، و ذخيرة معاد . و عتق من كلّ ملكة ( أي
عتق من رق الشهوات ) ، و نجاة من كلّ هلكة . بها ينجح الطّالب ، و ينجو
الهارب ، و تنال الرّغائب . ( الخطبة 228 ، 431 ) أمره بتقوى اللّه
في سرائر أمره و خفيّات عمله . حيث لا شهيد غيره ، و لا وكيل دونه . و أمره ألاّ
يعمل بشي ء من طاعة اللّه فيما ظهر فيخالف إلى غيره فيما أسرّ ، و من لم يختلف
سرّه و علانيته ، و فعله و مقالته ، فقد أدّى الأمانة و أخلص العبادة . الخطبة 265 ، 463 ) و اعلم يا بنيّ أنّ أحبّ ما أنت آخذ به إليّ من وصيّتي
تقوى اللّه ، و الاقتصار على ما فرضه اللّه عليك . (
الخطبة 270 ، 1 ، 477 ) فاتّق اللّه يا معاوية في نفسك ، و جاذب الشّيطان قيادك ،
فإنّ الدّنيا منقطعة عنك ، و الآخرة قريبة منك ، و السّلام . ( الخطبة 271 ، 491 ) فاتّق اللّه و
اردد إلى هؤلاء القوم أموالهم . ( الخطبة 280 ، 499 ) و من عهده ( ع ) لمالك الاشتر لما ولاه على مصر و أعمالها :
أمره بتقوى اللّه و إيثار طاعته ، و اتّباع ما أمر به في كتابه : من فرائضه و
سننه ، الّتي لا يسعد أحد إلاّ باتّباعها ، و لا يشقى إلاّ مع جحودها و إضاعتها
، و أن ينصر اللّه سبحانه بقلبه و يده و لسانه . فإنّه جلّ اسمه قد تكفّل بنصر
من نصره ، و إعزاز من أعزّه . و أمره أن يكسر نفسه من الشّهوات ، و يزعها ( أي يكفّها ) عند الجمحات . فإنّ النّفس أمّارة
بالسّوء ، إلاّ ما رحم اللّه . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517
) و الورع جنّة ( 3 ح ، 565 ) لا يقلّ عمل مع
التّقوى ، و كيف يقلّ ما يتقبّل ؟ ( 95 ح ، 581 ) و لا كرم كالتّقوى . . .
و لا ورع كالوقوف عند الشّبهة . ( 113 ح ، 586 ) عظم الخالق عندك
يصغّر المخلوق في عينك . ( 129 ح ، 589 ) و خاطب
الامام ( ع ) الموتى و قد مر بقبور الكوفة ، ثم التفت الى أصحابه فقال : أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزّاد
التّقوى . ( 130 ح ، 589 ) أيّها النّاس ،
اتّقوا اللّه الّذي إن قلتم سمع ، و إن أضمرتم علم . .
. ( 203 ح ، 603 ) اتّقوا اللّه
تقيّة من شمّر تجريدا و جدّ تشميرا ، و كمّش في مهل ، و بادر عن وحل ، و نظر في
كرّة الموئل و عاقبة المصدر و مغبّة المرجع . ( 210 ح ،
604 ) اتّق اللّه بعض
التّقى و إن قلّ ، و اجعل بينك و بين اللّه سترا و إن رقّ . ( 242 ح ، 610 ) معاشر النّاس ،
اتّقوا اللّه فكم من مؤمّل ما لا يبلغه ، و بان ما لا يسكنه ، و جامع ما سوف
يتركه ، و لعلّه من باطل جمعه ، و من حقّ منعه : أصابه حراما ، و احتمل به آثاما
. فباء بوزره ، و قدم على ربّه آسفا لاهفا . قد خسر الدّنيا و الآخرة ، ذلك هو
الخسران المبين . ( 344 ح ، 635 ) و من كثر كلامه
كثر خطؤه ، و من كثر خطؤه قلّ حياؤه ، و من قلّ حياؤه قلّ ورعه ، و من قلّ ورعه
مات قلبه ، و من مات قلبه دخل النّار . ( 349 ح ، 636 ) أيّها النّاس ،
اتّقوا اللّه ، فما خلق امرؤ عبثا فيلهو ، و لا ترك سدى فيلغو . ( 370 ح ، 640 ) لا شرف أعلى من
الإسلام ، و لا عزّ أعزّ من التّقوى ، و لا معقل أحسن من الورع . ( 371 ح ، 641 ) ألا و إنّ من
البلاء الفاقة ، و أشدّ من الفاقة مرض البدن ، و أشدّ من مرض البدن مرض القلب .
ألا و إنّ من النّعم سعة المال . و أفضل من سعة المال صحّة البدن ، و أفضل من
صحّة البدن تقوى القلب . ( 388 ح ، 645 ) التّقى رئيس
الأخلاق . ( 410 ح ، 649 ) الإيمان أن تؤثر
الصّدق حيث يضرّك على الكذب حيث ينفعك ، و أن لا يكون في حديثك فضل عن عملك ، و
أن تتّقي اللّه في حديث غيرك . ( 458 ح ، 658 ) |
|
( 361 ) التقوى حرية لا قيد
|
|
|
قال الامام علي ( ع ) : اقطعوا عن أنفسكم
لسعة هذه العقارب بالتّقوى . ( قول مشهور ) |
|
( 362 ) حافظوا على التقوى تحفظكم
|
|
قال الامام علي ( ع ) : |
|
( 363 ) صفات المتقين و الفاسقين
|
|
( رجال اللّه و أولياؤه العارفون باللّه
السالكون الطريق الى اللّه )
|
|
يراجع المبحث ( 360 ) التقوى و الفسوق . أمّا الإمرة البرّة فيعمل فيها التّقيّ ، و أمّا الإمرة
الفاجرة فيتمتّع فيها الشّقيّ ، إلى أن تنقطع مدّته ، و تدركه منيّته . ( الخطبة 40 ، 99 ) رحم اللّه امرءا سمع حكما فوعى ، و دعي إلى رشاد فدنا ، و
أخذ بحجزة هاد فنجا . راقب ربّه ، و خاف ذنبه . قدّم خالصا ، و عمل صالحا .
اكتسب مذخورا ، و اجتنب محذورا ، و رمى غرضا ، و أحرز عوضا . كابر هواه ، و كذّب
مناه . جعل الصّبر مطيّة نجاته ، و التّقوى عدّة وفاته . ركب الطّريقة الغرّاء ،
و لزم المحجّة البيضاء . اغتنم المهل ، و بادر الأجل ، و تزوّد من العمل . ( الخطبة 74 ، 130 ) فاتّقوا اللّه
تقيّة من سمع فخشع ، و اقترف فاعترف ، و وجل فعمل ، و حاذر فبادر ، و أيقن فأحسن
، و عبّر فاعتبر ، و حذّر فحذر ، و زجر فازدجر ، و أجاب فأناب ، و راجع فتاب ، و
اقتدى فاحتذى ، و أري فرأى . فأسرع طالبا ، و نجا هاربا ، فأفاد ذخيرة ، و أطاب
سريرة ، و عمّر معادا ، و استظهر زادا ، ليوم رحيله و وجه سبيله ، و حال حاجته و
موطن فاقته ، و قدّم أمامه لدار مقامه . فاتّقوا اللّه عباد اللّه جهة ما خلقكم
له ، و احذروا منه كنه ما حذّركم من نفسه ، و استحقّوا منه ما أعدّ لكم
بالتّنجّز لصدق ميعاده ، و الحذر من هول معاده . (
الخطبة 81 ، 2 ، 141 ) فاتّقوا اللّه
عباد اللّه ، تقيّة ذي لبّ شغل التّفكّر قلبه ، و أنصب الخوف بدنه ، و أسهر
التّهجّد غرار نومه ، و أظمأ الرّجاء هواجر يومه ، و ظلف الزّهد شهواته ، و أوجف
الذّكر بلسانه ، و قدّم الخوف لأمانه ، و تنكّب المخالج عن وضح السّبيل ، و سلك
أقصد المسالك إلى النّهج المطلوب ، و لم تفتله فاتلات الغرور ، و لم تعم عليه
مشتبهات الأمور ، ظافرا بفرحة البشرى ، و راحة النّعمى ، في أنعم نومه ، و آمن
يومه . و قد عبر معبر العاجلة حميدا ، و قدّم زاد الآجلة سعيدا ، و بادر من وجل
، و أكمش في مهل ( أي أسرع ) ، و رغب في طلب ، و
ذهب عن هرب ( أي انصرف عما يجب الهروب منه ) ، و
راقب في يومه غده ، و نظر قدما أمامه . فكفى بالجنّة ثوابا و نوالا ، و كفى
بالنّار عقابا و وبالا . و كفى باللّه منتقما و نصيرا ، و كفى بالكتاب حجيجا و
خصيما . ( الخطبة 81 ، 2 ، 144 ) و قال ( ع ) في صفة الفاسق المغتر بالدنيا ، و ذلك من خطبته
الغراء : أم هذا الّذي أنشأه في ظلمات الأرحام ، و شغف الأستار . نطفة
دهاقا ( أي منصبّة بقوة ) ، و علقة محاقا . و
جنينا و راضعا ، و وليدا و يافعا . ثمّ منحه قلبا حافظا ، و لسانا لافظا ، و
بصرا لاحظا . و من خطبة له ( ع ) يبين فيها صفات المتقين و
صفات الفاسقين : عباد اللّه ،
إنّ من أحبّ عباد اللّه إليه عبدا أعانه اللّه على نفسه ، فاستشعر الحزن ، و
تجلبب الخوف . فزهر مصباح الهدى في قلبه ، و أعدّ القرى ليومه النّازل به .
فقرّب على نفسه البعيد ، و هوّن الشّديد . نظر فأبصر ، و ذكر فاستكثر ، و ارتوى
من عذب فرات سهّلت له موارده ، فشرب نهلا ، و سلك سبيلا جددا ( أي يسهل السير فيه ) . قد خلع سرابيل الشّهوات ، و
تخلّى من الهموم ، إلاّ همّا واحدا انفرد به . فخرج من صفة العمى ، و مشاركة أهل
الهوى . ( و يتابع عليه السلام خطبته فيقول عن صفات الفاسقين ) :
و آخر قد تسمّى عالما و ليس به ، فاقتبس جهائل من جهّال ، و أضاليل من ضلاّل . و
نصب للنّاس أشراكا من حبائل غرور ، و قول زور . قد حمل الكتاب على آرائه ، و عطف
الحقّ على أهوائه . يؤمن النّاس من العظائم ، و يهوّن كبير الجرائم . يقول : أقف
عند الشّبهات ، و فيها وقع . و قال ( ع ) عن صفة الفاسقين : آثروا عاجلا و أخّروا
آجلا ، و تركوا صافيا و شربوا آجنا . و قال ( ص ) « يا عليّ إنّ القوم سيفتنون بأموالهم ، و يمنّون بدينهم على ربّهم ، و
يتمنّون رحمته ، و يأمنون سطوته . و يستحلّون حرامه بالشّبهات الكاذبة و الأهواء
السّاهية . فيستحلّون الخمر بالنّبيذ
، و السّحت بالهديّة ، و الرّبا بالبيع » . قلت : يا رسول اللّه فبأيّ المنازل
أنزلهم عند ذلك ؟ أبمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة ؟ فقال : « بمنزلة فتنة » . ( الخطبة 154 ، 276 ) و قال ( ع ) بعد فتنة عثمان ، في أن شرط النجاة الاستقامة حتى
النهاية : ألا و إنّ القدر السّابق قد وقع ، و القضاء الماضي قد تورّد .
و إنّي متكلّم بعدة اللّه و حجّته . قال اللّه تعالى إنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ، تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
المَلاَئكَةُ أَلاَ تَخَافُوا وَ لاَ تَحْزَنُوا ، وَ أَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوْعَدُونَ . و قد قلتم (
ربّنا اللّه ) فاستقيموا على كتابه ، و على منهاج أمره ، و على الطّريقة
الصّالحة من عبادته ، ثمّ لا تمرقوا منها ، و لا تبتدعوا فيها ، و لا تخالفوا
عنها . فإنّ أهل المروق منقطع بهم عند اللّه يوم القيامة . ثمّ إيّاكم و تهزيع
الأخلاق و تصريفها . و اجعلوا اللّسان واحدا . و ليخزن الرّجل لسانه . فإنّ هذا
اللّسان جموح بصاحبه . و اللّه ما أرى عبدا يتّقي تقوى تنفعه حتّى يخزن لسانه .
و إنّ لسان المؤمن من وراء قلبه ، و إنّ قلب المنافق من وراء لسانه . لأنّ
المؤمن إذا أراد أن يتكلّم بكلام تدبّره في نفسه ، فإن كان خيرا أبداه ، و إن
كان شرّا واراه . و إنّ المنافق يتكلّم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له و
ماذا عليه . و لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : « لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه . و لا يستقيم قلبه
حتّى يستقيم لسانه » فمن استطاع منكم أن يلقى اللّه تعالى و هو نقيّ
الرّاحة من دماء المسلمين و أموالهم ، سليم اللّسان من أعراضهم ، فليفعل . ( الخطبة 174 ، 314 ) قال (
ع ) في صفة العارف باللّه : قد لبس للحكمة
جنّتها ، و أخذها بجميع أدبها . من الإقبال عليها و المعرفة بها و التّفرّغ لها
. فهي عند نفسه ضالّته الّتي يطلبها ، و حاجته الّتي يسأل عنها . فهو مغترب إذا
اغترب الإسلام ، و ضرب بعسيب ( أي أصل ) ذنبه ،
و الصق الأرض بجرانه ( الجران : عنق البعير يضعه على
الارض ، و هو كناية عن الضعف ) . بقيّة من بقايا حجّته ، خليفة من خلائف
أنبيائه . الخطبة 180 ، 327 ) وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إلَى الْجَنَّةِ
زُمَراً . قد أمن العذاب ، و انقطع العتاب ، و زحزحوا عن النّار ، و اطمأنّت بهم
الدّار ، و رضوا المثوى و القرار . الّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكية ، و
أعينهم باكية ، و كان ليلهم في دنياهم نهارا ، تخشّعا و استغفارا ، و كان نهارهم
ليلا ، توحشا و انقطاعا . فجعل اللّه لهم الجنّة مآبا ، و الجزاء ثوابا ، ( و كانوا أحقّ بها و أهلها ) ، في ملك دائم ، و نعيم
قائم . ( الخطبة 188 ، 352 ) . . . و إنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة لائم . سيماهم
سيما الصّدّيقين ، و كلامهم كلام الأبرار . عمّار اللّيل و منار النّهار .
متمسّكون بحبل القرآن . يحيون سنن اللّه و سنن رسوله . لا يستكبرون و لا يعلون ،
و لا يغلّون و لا يفسدون . قلوبهم في الجنان و أجسادهم في العمل . ( الخطبة 190 ، 4 ، 375 ) روي أن صاحبا لأمير المؤمنين عليه السلام يقال له همام بن شريح كان رجلا عابدا . و حرصا في علم ، و علما في حلم . و قصدا في غنى ، و خشوعا
في عبادة . و تجمّلا في فاقة ، و صبرا في شدّة . و طلبا في حلال ، و نشاطا في
هدى ، و تحرّجا عن طمع . يعمل الأعمال الصّالحة و هو على وجل . يمسي و همّه
الشّكر ، و يصبح و همّه الذّكر . يبيت حذرا و يصبح فرحا ، حذرا لمّا حذّر من
الغفلة ، و فرحا بما أصاب من الفضل و الرّحمة . قال : فصعق همّام صعقة كانت نفسه فيها ( أي مات ) . فقال أمير
المؤمنين عليه السّلام : أما و اللّه لقد كنت أخافها عليه . ثمّ قال :
هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها ؟ ( الخطبة 191 ، 376
) و قال
( ع ) في صفة السالك الطريق الى اللّه سبحانه : قد أحيا عقله ، و أمات نفسه . حتّى دقّ جليله ، و لطف غليظه . و برق له
لامع كثير البرق ، فأبان له الطّريق ، و سلك به السّبيل . و تدافعته الأبواب إلى
باب السّلامة ، و دار الإقامة . و ثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن و
الرّاحة . بما استعمل قلبه ، و أرضى ربّه . ( الخطبة
218 ، 415 ) و قال
( ع ) عند تلاوته يُسَبِّحُ لَهُ
فِيْهَا بِالغُدُوِّ وَ الآصَالِ رِجَالٌ ، لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لاَ
بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ : إنّ اللّه سبحانه و تعالى جعل الذّكر جلاء
للقلوب ، تسمع به بعد الوقرة ، و تبصر به بعد العشوة ، و تنقاد به بعد المعاندة
. و ما برح للّه عزّت آلاؤه في البرهة بعد البرهة ، و في ازمان الفترات ، عباد
ناجاهم في فكرهم ، و كلّمهم في ذات عقولهم . و اعلموا عباد
اللّه إنّ المتّقين ذهبوا بعاجل الدّنيا و آجل الآخرة . فشاركوا أهل الدّنيا في
دنياهم ، و لم يشاركهم أهل الدّنيا في آخرتهم . سكنوا الدّنيا بأفضل ما سكنت . و قال
( ع ) عن أناس من أهل الشام اتّبعوا معاوية : و يشترون عاجلها بآجل الأبرار المتّقين . و لن يفوز بالخير إلاّ عامله ، و
لا يجزى جزاء الشّرّ إلاّ فاعله . ( الخطبة 272 ، 491 ) و إنّما هي نفسي أروضها بالتّقوى ، لتأتي آمنة يوم الخوف
الأكبر ، و تثبت على جوانب المزلق . الخطبة 284 ، 506 )
. . . في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم ، و تجافت عن مضاجعهم جنوبهم ، و همهمت
بذكر ربّهم شفاههم ، و تقشّعت ( أي انجلت ) بطول
استغفارهم ذنوبهم أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ ، أَلاَ إِنَّ
حِزْبَ اللّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ . ( الخطبة
284 ، 510 ) طوبى لمن ذلّ في نفسه ، و طاب كسبه ، و صلحت سريرته ، و
حسنت خليقته ، و أنفق الفضل من ماله ، و أمسك الفضل من لسانه ، و عزل عن النّاس
شرّه . و وسعته السّنّة ، و لم ينسب إلى البدعة . ( 123
ح 588 ) الصّلاة قربان
كلّ تقيّ . ( 136 ح 592 ) و قال ( ع ) لرجل سأله أن يعظه : لا تكن ممّن يرجو
الآخرة بغير العمل . و يرجّي التّوبة ( أي يؤخّرها )
بطول الأمل ، يقول في الدّنيا بقول الزّاهدين . و يعمل فيها بعمل الرّاغبين . إن
اعطي منها لم يشبع ، و إن منع منها لم يقنع . يعجز عن شكر ما اوتي ، و يبتغي
الزّيادة فيما بقي . ينهى و لا ينتهي ، و يأمر بما لا يأتي . يحبّ الصّالحين و
لا يعمل عملهم ، و يبغض المذنبين و هو أحدهم . يكره الموت لكثرة ذنوبه ، و يقيم
على ما يكره الموت له . إن سقم ظلّ نادما ، و إن صحّ أمن لاهيا . يعجب بنفسه إذا
عوفي ، و يقنط إذا ابتلي . إن أصابه بلاء دعا مضطرّا ، و إن ناله رخاء أعرض
مغترّا . تغلبه نفسه على ما يظنّ ، و لا يغلبها على ما يستيقن . يخاف على غيره
بأدنى من ذنبه ، و يرجو لنفسه بأكثر من عمله . إن استغنى بطر و فتن و إن افتقر
قنط و وهن . يقصّر إذا عمل ، و يبالغ إذا سأل . إن عرضت له شهوة أسلف المعصية ،
و سوّف التّوبة . و إن عرته محنة انفرج عن شرائط الملّة ( يقصد بذلك الثبات و الصبر و استعانة اللّه على الخلاص من المحن ) . يقول الشريف الرضي : و لو لم يكن في هذا الكتاب ( أي
نهج البلاغة ) الاّ هذا الكلام لكفى به موعظة ناجعة ، و حكمة بالغة و
بصيرة لمبصر ، و عبرة لناظر مفكر . ( 150 ح 596 ) و قال
( ع ) في صفة المتّقين : كان لي فيما مضى
أخ في اللّه ، و كان يعظمه في عيني صغر الدّنيا في عينه . و كان خارجا من سلطان
بطنه فلا يشتهي ما لا يجد و لا يكثر إذا وجد . و كان أكثر دهره صامتا ، فإن قال
بدّ ( أي منع ) القائلين ، و نقع غليل السّائلين
. إنّ أولياء اللّه
هم الّذين نظروا إلى باطن الدّنيا إذا نظر النّاس إلى ظاهرها . و اشتغلوا بآجلها
إذا اشتغل النّاس بعاجلها . فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم ، و تركوا منها ما
علموا أنّه سيتركهم ، و رأوا استكثار غيرهم منها استقلالا ، و دركهم لها فونا .
أعداء ما سالم النّاس ، و سلم ما عادى النّاس . بهم علم الكتاب و به علموا . و
بهم قام الكتاب و به قاموا . لا يرون مرجوّا فوق ما يرجون ، و لا مخوفا فوق ما
يخافون . ( 432 ح 653 ) |