- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل الخامس القضاء و القدر
|
|
( 40 ) القضاء و القدر الإنسان
مخيّر أم مسيّر ؟ علم اللّه تعالى لا ينفي الاختيار
|
|
مدخل :
|
|
قال الامام علي ( ع ) : « القضاء و القدر ، طريق مظلم فلا تسلكوه ، و بحر عميق
فلا تلجوه ، و سرّ اللّه فلا تتكلّفوه » . |
|
النصوص :
|
|
من كلام للامام علي ( ع ) : لإبنه محمد بن الحنفية لما
أعطاه الراية يوم الجمل : و اعلم إنّ النّصر من عند اللّه سبحانه . ( الخطبة 11 ، 52 ) رضينا عن اللّه
قضاءه ، و سلّمنا للّه أمره . ( الخطبة 37 ، 96 ) و قال
( ع ) عن اللّه تعالى : و لا ولجت
عليه شبهة فيما قضى و قدّر بل قضاء متقن ، و علم محكم ، و أمر مبرم . ( الخطبة 63 ، 120 ) قدّر ما خلق
فأحكم تقديره ، و دبّره فألطف تدبيره . ( الخطبة 89 ، 1
، 164 ) أمره قضاء و حكمة
، و رضاه أمان و رحمة . يقضي بعلم ، و يعفو بحلم . (
الخطبة 158 ، 280 ) أحمد اللّه على
ما قضى من أمر ، و قدّر من فعل . ( الخطبة 178 ، 321 ) و جعل لكلّ شي ء
قدرا ، و لكلّ قدر أجلا ، و لكلّ أجل كتابا . ( الخطبة
181 ، 330 ) تذلّ الأمور
للمقادير ، حتّى يكون الحتف في التّدبير . ( 15 ح ، 567
) من كلام للإمام ( ع ) قاله للسائل الشامي لما سأله :
أكان مسيرنا الى الشام بقضاء من اللّه و قدر ؟ قال :
ويحك لعلّك ظننت قضاء لازما و قدرا حاتما ؟ و لو كان ذلك كذلك لبطل الثّواب و
العقاب ، و سقط الوعد و الوعيد . إنّ اللّه سبحانه أمر عباده تخييرا ، و نهاهم
تحذيرا . و كلّف يسيرا ، و لم يكلّف عسيرا . و أعطى على القليل كثيرا . و لم يعص
مغلوبا ، و لم يطع مكرها . و لم يرسل الأنبياء لعبا ، و لم ينزل الكتاب للعباد
عبثا ، و لا خلق السّموات و الأرض و ما بينهما باطلا وَ ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ
كَفَرُوا ، فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ . ( 78 ح ، 578 ) فإنّ اللّه سبحانه يقول : وَ اعْلَمُوا اَنَّما
أَمْوالُُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و
الأولاد ليتبيّن السّاخط لرزقه ، و الرّاضي بقسمه . و إن كان سبحانه أعلم بهم من
أنفسهم ، و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب . ( 93 ح ، 581 ) من أصبح على
الدّنيا حزينا ، فقد أصبح لقضاء اللّه ساخطا . و من أصبح يشكو مصيبة نزلت به فقد
أصبح يشكو ربّه ( 228 ح ، 607 ) و سئل
( ع ) كيف عرفت اللّه ؟ فقال : عرفت اللّه
سبحانه بفسخ العزائم ( أي نقض ما يعزم الانسان عليه
لأنّه ليس مخيرا مطلقا ) ، و حلّ العقود ( أي
النيات ) ، و نقض الهمم . ( 250 ح ، 610 ) و سئل ( ع ) عن
القدر ، فقال : طريق مظلم فلا تسلكوه ، و بحر
عميق فلا تلجوه ، و سرّ اللّه فلا تتكلّفوه . ( 287 ح ،
624 ) و قال ( ع ) يعزي الأشعث بن
قيس عن ابن له : يا أشعث ، إن صبرت جرى
عليك القدر و أنت مأجور ، و إن جزعت جرى عليك القدر و أنت مأزور ( من الوزر ، أي
مذنب ) . ( 291 ح ، 625 ) يغلب المقدار ( أي القدر الإلهي
) على التّقدير ، حتّى تكون الآفة في التّدبير . ( 459 ح ، 658 ) في منتخب الكنز عن ابن عساكر في
تاريخه أنّه قام الى أمير المؤمنين رجل ممّن كان شهد معه الجمل فقال : يا
أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر ؟ قال : بحر عميق فلا تلجه . فقال : |
|
الثواب و العقاب
|
|
مدخل :
|
|
مراحل العمل بين الجبر و التخيير : تبيّن لنا سابقا أنّ الانسان ليس مخيّرا مطلقا ، و لا
مسيّرا مطلقا ، انّما هو بين الأمرين ، كما قال الامام
الصادق ( ع ) . و الجواب كامن فيما فصّلناه من مراحل العمل . فبما أن
المراحل الثلاث الأولى ، و هي : |
|
( 41 ) الثواب و العقاب
|
|
قال
الإمام علي ( ع ) :
إنّه ليس شي
ء بشرّ من الشّرّ إلاّ عقابه ، و ليس شي ء بخير من الخير إلاّ ثوابه . ( الخطبة 112 ، 221 ) و لكن لِيَبْلُوَهُمْ اَيُّهُمْ أَحْسَنُ
عَمَلاً فيكون الثّواب جزاء ، و العقاب بواء ( أي يبوء
به صاحبه ) . ( الخطبة 142 ، 255 ) و لكنّه سبحانه جعل حقّه على العباد أن يطيعوه
، و جعل جزاءهم عليه مضاعفة الثّواب ، تفضّلا منه و توسّعا بما هو من المزيد
أهله . ( الخطبة 214 ، 410 ) و اعلموا أنّ ما كلّفتم به يسير ، و أنّ ثوابه
كثير . ( الخطبة 290 ، 515 ) و قال ( ع ) لبعض أصحابه في علّة اعتلها : جعل اللّه ما كان من شكواك حطّا لسيّئاتك ، فإنّ المرض
لا أجر فيه ، و لكنّه يحطّ السّيّئات ، و يحتّها حتّ الأوراق . و إنّما الأجر في
القول باللّسان ، و العمل بالأيدي و الأقدام . ( 42 ح ،
573 ) و كلّف يسيرا ، و لم يكلّف عسيرا . و أعطى على
القليل كثيرا . ( 78 ح ، 578 ) الأقاويل محفوظة ، و السّرائر مبلوّة ، و كلّ
نفس بما كسبت رهينة . ( 343 ح ، 634 ) إنّ اللّه سبحانه وضع الثّواب على طاعته ، و
العقاب على معصيته ، ذيادة لعباده عن نقمته ، و حياشة لهم إلى جنّته . ( 368 ح ، 640 ) و التّقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثّواب عليه غبن . ( 384 ح ، 645 ) |
|
(42) لولا الابتلاء لما وجب
الثواب و العقاب
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و لو أراد اللّه سبحانه لأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم
كنوز الذّهبان ، و معادن العقيان ، و مغارس الجنان ، و أن يحشر معهم طيور
السّماء ، و وحوش الأرضين لفعل . و لو فعل لسقط البلاء ، و بطل الجزاء ، و
اضمحلت الأنباء . و لما وجب للقابلين أجور المبتلين ، و لا استحقّ المؤمنون ثواب
المحسنين ، و لا لزمت الأسماء معانيها . ( الخطبة 190 ،
2 ، 363 ) و كلّما كانت
البلوى و الإختبار أعظم ، كانت المثوبة و الجزاء أجزل .
( الخطبة 190 ، 364 ) و من
كلام له ( ع ) قاله للسائل الشامي لمّا سأله : أكان مسيرنا الى الشام بقضاء من اللّه و قدر ؟ قال
: ويحك لعلّك ظننت قضاء لازما ، و قدرا حاتما ، و لو كان ذلك كذلك لبطل
الثّواب و العقاب ، و سقط الوعد و الوعيد . ( 78 ح ،
578 ) فإنّ اللّه سبحانه يقول وَ اعْلَمُوا اَنَّما أَمْوالُكُمْ
وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و الأولاد ، ليتبيّن
السّاخط لرزقه ، و الرّاضي بقسمه . و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم . و لكن
لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب . لأنّ بعضهم يحبّ الذّكور و
يكره الإناث ، و بعضهم يحبّ تثمير المال ، و يكره انثلام الحال . 93 ح ، 581 ) |
|
( 43 ) الثواب يكون على المجاهدة
و المشقة
|
|
قال
الإمام علي ( ع ) : فإن
أطعتموني ، فإنّي حاملكم إن شاء اللّه على سبيل الجنّة ، و إن كان ذا مشقّة
شديدة ، و مذاقة مريرة . ( الخطبة 154 ، 273 ) و لكنّ اللّه
يختبر عباده بأنواع الشّدائد ، و يتعبّدهم بأنواع المجاهد ، و يبتليهم بضروب
المكاره ، إخراجا للتّكبّر من قلوبهم ، و إسكانا للتّذلّل في نفوسهم ، و ليجعل
ذلك أبوابا فتحا إلى فضله ، و أسبابا ذللا لعفوه . (
الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) بل جعل
نزوعك عن الذّنب حسنة ، و حسب سيّئتك واحدة ، و حسب حسنتك عشرا . الخطبة 270 ، 2 ، 482 ) |
|
( 44 ) تقدير الارزاق و الآجال
|
|
مدخل :
|
|
خلق اللّه
الخلق و تكفل برزقهم ، و هو بمقتضى علمه و عدله يرزق من يشاء و يقدر ، وفق مصلحة
الانسان و خيره . فالمؤمن يسلم أمره الى اللّه ، و يرضى بما قضى اللّه و قدر . و
انّ من الخطأ أن يهتم الانسان برزقه و هو مكفول له ، و يترك العمل للّه و هو
المطلوب منه . |
|
النصوص :
|
|
يراجع المبحث ( 38 ) فضل اللّه و نعمه و شكره
عليها . فما ينجو من الموت من خافه ، و لا يعطى البقاء من أحبّه .
( الخطبة 38 ، 97 ) أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه . الّذي ضرب الأمثال ، و
وقّت لكم الآجال . . و وظّف لكم مددا . ( الخطبة 81 ، 1 ، 137 ) و قدّر لكم
أعمارا سترها عنكم . ( الخطبة 81 ، 2 ، 142 ) فإنّ للّه سبحانه لم يخلقكم عبثا ، و لم يترككم
سدى ، و لم يدعكم في جهالة و لا عمى . عياله الخلائق ،
ضمن أرزاقهم ، و قدّر أقواتهم . ( الخطبة 89 ، 1 ، 161
) و قدّر الأرزاق فكثّرها و قلّلها ، و قسّمها على الضّيق و
السّعة . . و خلق الآجال فأطالها و قصّرها ، و
قدّمها و أخّرها . ( الخطبة 89 ، 4 ، 175 ) فلكلّ أجل كتاب ،
و لكلّ غيبة إياب . ( الخطبة 106 ، 206 ) قد تكفّل لكم بالرّزق و أمرتم بالعمل ، فلا يكوننّ
المضمون لكم طلبه أولى بكم من المفروض عليكم عمله . . .
حتّى كأنّ الّذي ضمن لكم قد فرض عليكم ، و كأنّ الّذي قد فرض عليكم قد
وضع عنكم . ( الخطبة 112 ، 221 ) و إنّ الفارّ
لغير مزيد في عمره ، و لا محجوز بينه و بين يومه . (
الخطبة 122 ، 233 ) و قال ( ع ) عن زوال الدنيا : إنّما أنتم في هذه الدّنيا غرض تنتضل فيه المنايا . مع
كلّ جرعة شرق ، و في كلّ أكلة غصص . لا تنالون منها نعمة إلاّ بفراق أخرى ، و لا
يعمّر معمّر منكم يوما من عمره ، إلاّ بهدم آخر من أجله ، و لا تجدّد له زيادة
في أكله ، إلاّ بنفاد ما قبلها من رزقه . ( الخطبة 143
، 256 ) و إنّ الأمر
بالمعروف و النّهي عن المنكر ، لخلقان من خلق اللّه سبحانه ، و إنّهما لا
يقرّبان من أجل ، و لا ينقصان من رزق . ( الخطبة 154 ،
274 ) أيّها المخلوق
السّويّ ، و المنشأ المرعيّ ، في ظلمات الأرحام و مضاعفات الأستار . و إنّ لكلّ شي ء
مدّة و أجلا . ( الخطبة 188 ، 353 ) . . . إنّ لكلّ أجل وقتا لا يعدوه ، و سببا لا يتجاوزه . ( الخطبة 191 ، 380 ) من
وصية له ( ع ) لابنه الحسن ( ع ) : و اعلم يقينا أنّك لن تبلغ أملك ، و لن تعدو أجلك ، و أنّك في سبيل من كان
قبلك . فخفّض في الطّلب ، و أجمل في المكتسب . فإنّه ربّ طلب قد جرّ إلى حرب ( أي سلب المال ) . فليس كلّ طالب بمرزوق ، و لا كلّ
مجمل بمحروم . . . و إن استطعت ألاّ يكون بينك و
بين اللّه ذو نعمة فافعل ، فإنّك مدرك قسمك و آخذ سهمك . و إنّ اليسير من اللّه
سبحانه أعظم و أكرم من الكثير من خلقه ، و إن كان كلّ منه . ( الخطبة 270 ، 3 ، 484 ) ليس كلّ طالب يصيب . . . سوف
يأتيك ما قدّر لك . ( الخطبة 270 ، 3 ، 486 ) و اعلم يا بنيّ أنّ الرّزق رزقان
: رزق تطلبه و رزق يطلبك . فإن أنت لم تأته أتاك . ( الخطبة 270 ،4 ، 488 ) من كتاب له ( ع ) الى عبد اللّه بن العبّاس : أمّا بعد
، فإنّك لست بسابق أجلك ، و لا مرزوق ما ليس لك . و اعلم
بأنّ الدّهر يومان : يوم لك و يوم عليك . و أنّ الدّنيا دار دول . تنزل المعونة على
قدر المؤونة . ( 139 ح ، 592 ) إنّ مع كلّ
إنسان ملكين يحفظانه ، فإذا جاء القدر خلّيا بينه و بينه . و إنّ الأجل جنّة
حصينة ( أي أن الأجل وقاية منيعة من الهلكة ) . ( 201 ح ، 603 ) يا بن آدم ، لا تحمل همّ يومك الّذي لم يأتك على يومك الّذي قد أتاك ، فإنّه
إن يك من عمرك يأت اللّه فيه برزقك . ( 267 ح ، 620 )
و
قال ( ع ) : اعلموا
علما يقينا أنّ اللّه لم يجعل للعبد و إن عظمت حيلته ، و اشتدّت طلبته ، و قويت
مكيدته أكثر ممّا سمّي له في الذّكر الحكيم . و لم يحل بين العبد في ضعفه و قلّة
حيلته ، و بين أن يبلغ ما سمّي له في الذّكر الحكيم (
أي في علم اللّه و ما قدره سبحانه ) . و العارف لهذا العامل به ، أعظم
النّاس راحة في منفعة ، و التّارك له الشّاكّ فيه أعظم النّاس شغلا في مضرّة . و
ربّ منعم عليه مستدرج بالنّعمى . و ربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى . فزد أيّها
المستمتع في شكرك ، و قصّر من عجلتك ، و قف عند منتهى رزقك . ( 273 ح ، 621 ) كفى بالأجل حارسا . (
306 ح ، 627 ) و من رضي برزق اللّه لم يحزن على ما فاته . ( 349 ح ، 635 ) و
قيل له ( ع ) : لو سدّ على
رجل باب بيته و ترك فيه ، من أين كان يأتيه رزقه ؟ فقال
عليه السلام : من حيث يأتيه أجله . ( 356 ح ، 637
) و إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لا
يقرّبان من أجل ، و لا ينقصان من رزق . ( 374 ح ، 643 )
الرّزق رزقان : رزق تطلبه و رزق يطلبك ، فإن لم
تأته أتاك . و لا تحمل همّ سنتك على همّ يومك كفاك كلّ يوم على ما فيه . فإن تكن
السّنة من عمرك فإنّ اللّه تعالى سيؤتيك في كلّ غد جديد ما قسم لك . و إن لم تكن
السّنة من عمرك فما تصنع بالهمّ لما ليس لك . و لن يسبقك إلى رزقك طالب و لن
يغلبك عليه غالب ، و لن يبطى ء عنك ما قد قدّر لك . 379
ح ، 644 ) الرّزق رزقان :
طالب و مطلوب . فمن طلب الدّنيا طلبه الموت ، حتّى يخرجه عنها . و من طلب الآخرة
طلبته الدّنيا ، حتّى يستوفى رزقه منها . ( 431 ح ، 653
) |
|
الفصل الخامس القضاء و القدر
|
|
( 40 ) القضاء و القدر الإنسان
مخيّر أم مسيّر ؟ علم اللّه تعالى لا ينفي الاختيار
|
|
مدخل :
|
|
قال الامام علي ( ع ) : « القضاء و القدر ، طريق مظلم فلا تسلكوه ، و بحر عميق
فلا تلجوه ، و سرّ اللّه فلا تتكلّفوه » . |
|
النصوص :
|
|
من كلام للامام علي ( ع ) : لإبنه محمد بن الحنفية لما
أعطاه الراية يوم الجمل : و اعلم إنّ النّصر من عند اللّه سبحانه . ( الخطبة 11 ، 52 ) رضينا عن اللّه
قضاءه ، و سلّمنا للّه أمره . ( الخطبة 37 ، 96 ) و قال
( ع ) عن اللّه تعالى : و لا ولجت
عليه شبهة فيما قضى و قدّر بل قضاء متقن ، و علم محكم ، و أمر مبرم . ( الخطبة 63 ، 120 ) قدّر ما خلق
فأحكم تقديره ، و دبّره فألطف تدبيره . ( الخطبة 89 ، 1
، 164 ) أمره قضاء و حكمة
، و رضاه أمان و رحمة . يقضي بعلم ، و يعفو بحلم . (
الخطبة 158 ، 280 ) أحمد اللّه على
ما قضى من أمر ، و قدّر من فعل . ( الخطبة 178 ، 321 ) و جعل لكلّ شي ء
قدرا ، و لكلّ قدر أجلا ، و لكلّ أجل كتابا . ( الخطبة
181 ، 330 ) تذلّ الأمور
للمقادير ، حتّى يكون الحتف في التّدبير . ( 15 ح ، 567
) من كلام للإمام ( ع ) قاله للسائل الشامي لما سأله :
أكان مسيرنا الى الشام بقضاء من اللّه و قدر ؟ قال :
ويحك لعلّك ظننت قضاء لازما و قدرا حاتما ؟ و لو كان ذلك كذلك لبطل الثّواب و
العقاب ، و سقط الوعد و الوعيد . إنّ اللّه سبحانه أمر عباده تخييرا ، و نهاهم
تحذيرا . و كلّف يسيرا ، و لم يكلّف عسيرا . و أعطى على القليل كثيرا . و لم يعص
مغلوبا ، و لم يطع مكرها . و لم يرسل الأنبياء لعبا ، و لم ينزل الكتاب للعباد
عبثا ، و لا خلق السّموات و الأرض و ما بينهما باطلا وَ ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ
كَفَرُوا ، فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ . ( 78 ح ، 578 ) فإنّ اللّه سبحانه يقول : وَ اعْلَمُوا اَنَّما
أَمْوالُُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و
الأولاد ليتبيّن السّاخط لرزقه ، و الرّاضي بقسمه . و إن كان سبحانه أعلم بهم من
أنفسهم ، و لكن لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب . ( 93 ح ، 581 ) من أصبح على
الدّنيا حزينا ، فقد أصبح لقضاء اللّه ساخطا . و من أصبح يشكو مصيبة نزلت به فقد
أصبح يشكو ربّه ( 228 ح ، 607 ) و سئل
( ع ) كيف عرفت اللّه ؟ فقال : عرفت اللّه
سبحانه بفسخ العزائم ( أي نقض ما يعزم الانسان عليه
لأنّه ليس مخيرا مطلقا ) ، و حلّ العقود ( أي
النيات ) ، و نقض الهمم . ( 250 ح ، 610 ) و سئل ( ع ) عن
القدر ، فقال : طريق مظلم فلا تسلكوه ، و بحر
عميق فلا تلجوه ، و سرّ اللّه فلا تتكلّفوه . ( 287 ح ،
624 ) و قال ( ع ) يعزي الأشعث بن
قيس عن ابن له : يا أشعث ، إن صبرت جرى
عليك القدر و أنت مأجور ، و إن جزعت جرى عليك القدر و أنت مأزور ( من الوزر ، أي
مذنب ) . ( 291 ح ، 625 ) يغلب المقدار ( أي القدر الإلهي
) على التّقدير ، حتّى تكون الآفة في التّدبير . ( 459 ح ، 658 ) في منتخب الكنز عن ابن عساكر في
تاريخه أنّه قام الى أمير المؤمنين رجل ممّن كان شهد معه الجمل فقال : يا
أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر ؟ قال : بحر عميق فلا تلجه . فقال : |
|
الثواب و العقاب
|
|
مدخل :
|
|
مراحل العمل بين الجبر و التخيير : تبيّن لنا سابقا أنّ الانسان ليس مخيّرا مطلقا ، و لا
مسيّرا مطلقا ، انّما هو بين الأمرين ، كما قال الامام
الصادق ( ع ) . و الجواب كامن فيما فصّلناه من مراحل العمل . فبما أن
المراحل الثلاث الأولى ، و هي : |
|
( 41 ) الثواب و العقاب
|
|
قال
الإمام علي ( ع ) :
إنّه ليس شي
ء بشرّ من الشّرّ إلاّ عقابه ، و ليس شي ء بخير من الخير إلاّ ثوابه . ( الخطبة 112 ، 221 ) و لكن لِيَبْلُوَهُمْ اَيُّهُمْ أَحْسَنُ
عَمَلاً فيكون الثّواب جزاء ، و العقاب بواء ( أي يبوء
به صاحبه ) . ( الخطبة 142 ، 255 ) و لكنّه سبحانه جعل حقّه على العباد أن يطيعوه
، و جعل جزاءهم عليه مضاعفة الثّواب ، تفضّلا منه و توسّعا بما هو من المزيد
أهله . ( الخطبة 214 ، 410 ) و اعلموا أنّ ما كلّفتم به يسير ، و أنّ ثوابه
كثير . ( الخطبة 290 ، 515 ) و قال ( ع ) لبعض أصحابه في علّة اعتلها : جعل اللّه ما كان من شكواك حطّا لسيّئاتك ، فإنّ المرض
لا أجر فيه ، و لكنّه يحطّ السّيّئات ، و يحتّها حتّ الأوراق . و إنّما الأجر في
القول باللّسان ، و العمل بالأيدي و الأقدام . ( 42 ح ،
573 ) و كلّف يسيرا ، و لم يكلّف عسيرا . و أعطى على
القليل كثيرا . ( 78 ح ، 578 ) الأقاويل محفوظة ، و السّرائر مبلوّة ، و كلّ
نفس بما كسبت رهينة . ( 343 ح ، 634 ) إنّ اللّه سبحانه وضع الثّواب على طاعته ، و
العقاب على معصيته ، ذيادة لعباده عن نقمته ، و حياشة لهم إلى جنّته . ( 368 ح ، 640 ) و التّقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثّواب عليه غبن . ( 384 ح ، 645 ) |
|
(42) لولا الابتلاء لما وجب
الثواب و العقاب
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و لو أراد اللّه سبحانه لأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم
كنوز الذّهبان ، و معادن العقيان ، و مغارس الجنان ، و أن يحشر معهم طيور
السّماء ، و وحوش الأرضين لفعل . و لو فعل لسقط البلاء ، و بطل الجزاء ، و
اضمحلت الأنباء . و لما وجب للقابلين أجور المبتلين ، و لا استحقّ المؤمنون ثواب
المحسنين ، و لا لزمت الأسماء معانيها . ( الخطبة 190 ،
2 ، 363 ) و كلّما كانت
البلوى و الإختبار أعظم ، كانت المثوبة و الجزاء أجزل .
( الخطبة 190 ، 364 ) و من
كلام له ( ع ) قاله للسائل الشامي لمّا سأله : أكان مسيرنا الى الشام بقضاء من اللّه و قدر ؟ قال
: ويحك لعلّك ظننت قضاء لازما ، و قدرا حاتما ، و لو كان ذلك كذلك لبطل
الثّواب و العقاب ، و سقط الوعد و الوعيد . ( 78 ح ،
578 ) فإنّ اللّه سبحانه يقول وَ اعْلَمُوا اَنَّما أَمْوالُكُمْ
وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ و معنى ذلك أنّه يختبرهم بالأموال و الأولاد ، ليتبيّن
السّاخط لرزقه ، و الرّاضي بقسمه . و إن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم . و لكن
لتظهر الأفعال الّتي بها يستحقّ الثّواب و العقاب . لأنّ بعضهم يحبّ الذّكور و
يكره الإناث ، و بعضهم يحبّ تثمير المال ، و يكره انثلام الحال . 93 ح ، 581 ) |
|
( 43 ) الثواب يكون على المجاهدة
و المشقة
|
|
قال
الإمام علي ( ع ) : فإن
أطعتموني ، فإنّي حاملكم إن شاء اللّه على سبيل الجنّة ، و إن كان ذا مشقّة
شديدة ، و مذاقة مريرة . ( الخطبة 154 ، 273 ) و لكنّ اللّه
يختبر عباده بأنواع الشّدائد ، و يتعبّدهم بأنواع المجاهد ، و يبتليهم بضروب
المكاره ، إخراجا للتّكبّر من قلوبهم ، و إسكانا للتّذلّل في نفوسهم ، و ليجعل
ذلك أبوابا فتحا إلى فضله ، و أسبابا ذللا لعفوه . (
الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) بل جعل
نزوعك عن الذّنب حسنة ، و حسب سيّئتك واحدة ، و حسب حسنتك عشرا . الخطبة 270 ، 2 ، 482 ) |
|
( 44 ) تقدير الارزاق و الآجال
|
|
مدخل :
|
|
خلق اللّه
الخلق و تكفل برزقهم ، و هو بمقتضى علمه و عدله يرزق من يشاء و يقدر ، وفق مصلحة
الانسان و خيره . فالمؤمن يسلم أمره الى اللّه ، و يرضى بما قضى اللّه و قدر . و
انّ من الخطأ أن يهتم الانسان برزقه و هو مكفول له ، و يترك العمل للّه و هو
المطلوب منه . |
|
النصوص :
|
|
يراجع المبحث ( 38 ) فضل اللّه و نعمه و شكره
عليها . فما ينجو من الموت من خافه ، و لا يعطى البقاء من أحبّه .
( الخطبة 38 ، 97 ) أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه . الّذي ضرب الأمثال ، و
وقّت لكم الآجال . . و وظّف لكم مددا . ( الخطبة 81 ، 1 ، 137 ) و قدّر لكم
أعمارا سترها عنكم . ( الخطبة 81 ، 2 ، 142 ) فإنّ للّه سبحانه لم يخلقكم عبثا ، و لم يترككم
سدى ، و لم يدعكم في جهالة و لا عمى . عياله الخلائق ،
ضمن أرزاقهم ، و قدّر أقواتهم . ( الخطبة 89 ، 1 ، 161
) و قدّر الأرزاق فكثّرها و قلّلها ، و قسّمها على الضّيق و
السّعة . . و خلق الآجال فأطالها و قصّرها ، و
قدّمها و أخّرها . ( الخطبة 89 ، 4 ، 175 ) فلكلّ أجل كتاب ،
و لكلّ غيبة إياب . ( الخطبة 106 ، 206 ) قد تكفّل لكم بالرّزق و أمرتم بالعمل ، فلا يكوننّ
المضمون لكم طلبه أولى بكم من المفروض عليكم عمله . . .
حتّى كأنّ الّذي ضمن لكم قد فرض عليكم ، و كأنّ الّذي قد فرض عليكم قد
وضع عنكم . ( الخطبة 112 ، 221 ) و إنّ الفارّ
لغير مزيد في عمره ، و لا محجوز بينه و بين يومه . (
الخطبة 122 ، 233 ) و قال ( ع ) عن زوال الدنيا : إنّما أنتم في هذه الدّنيا غرض تنتضل فيه المنايا . مع
كلّ جرعة شرق ، و في كلّ أكلة غصص . لا تنالون منها نعمة إلاّ بفراق أخرى ، و لا
يعمّر معمّر منكم يوما من عمره ، إلاّ بهدم آخر من أجله ، و لا تجدّد له زيادة
في أكله ، إلاّ بنفاد ما قبلها من رزقه . ( الخطبة 143
، 256 ) و إنّ الأمر
بالمعروف و النّهي عن المنكر ، لخلقان من خلق اللّه سبحانه ، و إنّهما لا
يقرّبان من أجل ، و لا ينقصان من رزق . ( الخطبة 154 ،
274 ) أيّها المخلوق
السّويّ ، و المنشأ المرعيّ ، في ظلمات الأرحام و مضاعفات الأستار . و إنّ لكلّ شي ء
مدّة و أجلا . ( الخطبة 188 ، 353 ) . . . إنّ لكلّ أجل وقتا لا يعدوه ، و سببا لا يتجاوزه . ( الخطبة 191 ، 380 ) من
وصية له ( ع ) لابنه الحسن ( ع ) : و اعلم يقينا أنّك لن تبلغ أملك ، و لن تعدو أجلك ، و أنّك في سبيل من كان
قبلك . فخفّض في الطّلب ، و أجمل في المكتسب . فإنّه ربّ طلب قد جرّ إلى حرب ( أي سلب المال ) . فليس كلّ طالب بمرزوق ، و لا كلّ
مجمل بمحروم . . . و إن استطعت ألاّ يكون بينك و
بين اللّه ذو نعمة فافعل ، فإنّك مدرك قسمك و آخذ سهمك . و إنّ اليسير من اللّه
سبحانه أعظم و أكرم من الكثير من خلقه ، و إن كان كلّ منه . ( الخطبة 270 ، 3 ، 484 ) ليس كلّ طالب يصيب . . . سوف
يأتيك ما قدّر لك . ( الخطبة 270 ، 3 ، 486 ) و اعلم يا بنيّ أنّ الرّزق رزقان
: رزق تطلبه و رزق يطلبك . فإن أنت لم تأته أتاك . ( الخطبة 270 ،4 ، 488 ) من كتاب له ( ع ) الى عبد اللّه بن العبّاس : أمّا بعد
، فإنّك لست بسابق أجلك ، و لا مرزوق ما ليس لك . و اعلم
بأنّ الدّهر يومان : يوم لك و يوم عليك . و أنّ الدّنيا دار دول . تنزل المعونة على
قدر المؤونة . ( 139 ح ، 592 ) إنّ مع كلّ
إنسان ملكين يحفظانه ، فإذا جاء القدر خلّيا بينه و بينه . و إنّ الأجل جنّة
حصينة ( أي أن الأجل وقاية منيعة من الهلكة ) . ( 201 ح ، 603 ) يا بن آدم ، لا تحمل همّ يومك الّذي لم يأتك على يومك الّذي قد أتاك ، فإنّه
إن يك من عمرك يأت اللّه فيه برزقك . ( 267 ح ، 620 )
و
قال ( ع ) : اعلموا
علما يقينا أنّ اللّه لم يجعل للعبد و إن عظمت حيلته ، و اشتدّت طلبته ، و قويت
مكيدته أكثر ممّا سمّي له في الذّكر الحكيم . و لم يحل بين العبد في ضعفه و قلّة
حيلته ، و بين أن يبلغ ما سمّي له في الذّكر الحكيم (
أي في علم اللّه و ما قدره سبحانه ) . و العارف لهذا العامل به ، أعظم
النّاس راحة في منفعة ، و التّارك له الشّاكّ فيه أعظم النّاس شغلا في مضرّة . و
ربّ منعم عليه مستدرج بالنّعمى . و ربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى . فزد أيّها
المستمتع في شكرك ، و قصّر من عجلتك ، و قف عند منتهى رزقك . ( 273 ح ، 621 ) كفى بالأجل حارسا . (
306 ح ، 627 ) و من رضي برزق اللّه لم يحزن على ما فاته . ( 349 ح ، 635 ) و
قيل له ( ع ) : لو سدّ على
رجل باب بيته و ترك فيه ، من أين كان يأتيه رزقه ؟ فقال
عليه السلام : من حيث يأتيه أجله . ( 356 ح ، 637
) و إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لا
يقرّبان من أجل ، و لا ينقصان من رزق . ( 374 ح ، 643 )
الرّزق رزقان : رزق تطلبه و رزق يطلبك ، فإن لم
تأته أتاك . و لا تحمل همّ سنتك على همّ يومك كفاك كلّ يوم على ما فيه . فإن تكن
السّنة من عمرك فإنّ اللّه تعالى سيؤتيك في كلّ غد جديد ما قسم لك . و إن لم تكن
السّنة من عمرك فما تصنع بالهمّ لما ليس لك . و لن يسبقك إلى رزقك طالب و لن
يغلبك عليه غالب ، و لن يبطى ء عنك ما قد قدّر لك . 379
ح ، 644 ) الرّزق رزقان :
طالب و مطلوب . فمن طلب الدّنيا طلبه الموت ، حتّى يخرجه عنها . و من طلب الآخرة
طلبته الدّنيا ، حتّى يستوفى رزقه منها . ( 431 ح ، 653
) |