- القرآن الكريم
- سور القرآن الكريم
- 1- سورة الفاتحة
- 2- سورة البقرة
- 3- سورة آل عمران
- 4- سورة النساء
- 5- سورة المائدة
- 6- سورة الأنعام
- 7- سورة الأعراف
- 8- سورة الأنفال
- 9- سورة التوبة
- 10- سورة يونس
- 11- سورة هود
- 12- سورة يوسف
- 13- سورة الرعد
- 14- سورة إبراهيم
- 15- سورة الحجر
- 16- سورة النحل
- 17- سورة الإسراء
- 18- سورة الكهف
- 19- سورة مريم
- 20- سورة طه
- 21- سورة الأنبياء
- 22- سورة الحج
- 23- سورة المؤمنون
- 24- سورة النور
- 25- سورة الفرقان
- 26- سورة الشعراء
- 27- سورة النمل
- 28- سورة القصص
- 29- سورة العنكبوت
- 30- سورة الروم
- 31- سورة لقمان
- 32- سورة السجدة
- 33- سورة الأحزاب
- 34- سورة سبأ
- 35- سورة فاطر
- 36- سورة يس
- 37- سورة الصافات
- 38- سورة ص
- 39- سورة الزمر
- 40- سورة غافر
- 41- سورة فصلت
- 42- سورة الشورى
- 43- سورة الزخرف
- 44- سورة الدخان
- 45- سورة الجاثية
- 46- سورة الأحقاف
- 47- سورة محمد
- 48- سورة الفتح
- 49- سورة الحجرات
- 50- سورة ق
- 51- سورة الذاريات
- 52- سورة الطور
- 53- سورة النجم
- 54- سورة القمر
- 55- سورة الرحمن
- 56- سورة الواقعة
- 57- سورة الحديد
- 58- سورة المجادلة
- 59- سورة الحشر
- 60- سورة الممتحنة
- 61- سورة الصف
- 62- سورة الجمعة
- 63- سورة المنافقون
- 64- سورة التغابن
- 65- سورة الطلاق
- 66- سورة التحريم
- 67- سورة الملك
- 68- سورة القلم
- 69- سورة الحاقة
- 70- سورة المعارج
- 71- سورة نوح
- 72- سورة الجن
- 73- سورة المزمل
- 74- سورة المدثر
- 75- سورة القيامة
- 76- سورة الإنسان
- 77- سورة المرسلات
- 78- سورة النبأ
- 79- سورة النازعات
- 80- سورة عبس
- 81- سورة التكوير
- 82- سورة الانفطار
- 83- سورة المطففين
- 84- سورة الانشقاق
- 85- سورة البروج
- 86- سورة الطارق
- 87- سورة الأعلى
- 88- سورة الغاشية
- 89- سورة الفجر
- 90- سورة البلد
- 91- سورة الشمس
- 92- سورة الليل
- 93- سورة الضحى
- 94- سورة الشرح
- 95- سورة التين
- 96- سورة العلق
- 97- سورة القدر
- 98- سورة البينة
- 99- سورة الزلزلة
- 100- سورة العاديات
- 101- سورة القارعة
- 102- سورة التكاثر
- 103- سورة العصر
- 104- سورة الهمزة
- 105- سورة الفيل
- 106- سورة قريش
- 107- سورة الماعون
- 108- سورة الكوثر
- 109- سورة الكافرون
- 110- سورة النصر
- 111- سورة المسد
- 112- سورة الإخلاص
- 113- سورة الفلق
- 114- سورة الناس
- سور القرآن الكريم
- تفسير القرآن الكريم
- تصنيف القرآن الكريم
- آيات العقيدة
- آيات الشريعة
- آيات القوانين والتشريع
- آيات المفاهيم الأخلاقية
- آيات الآفاق والأنفس
- آيات الأنبياء والرسل
- آيات الانبياء والرسل عليهم الصلاة السلام
- سيدنا آدم عليه السلام
- سيدنا إدريس عليه السلام
- سيدنا نوح عليه السلام
- سيدنا هود عليه السلام
- سيدنا صالح عليه السلام
- سيدنا إبراهيم عليه السلام
- سيدنا إسماعيل عليه السلام
- سيدنا إسحاق عليه السلام
- سيدنا لوط عليه السلام
- سيدنا يعقوب عليه السلام
- سيدنا يوسف عليه السلام
- سيدنا شعيب عليه السلام
- سيدنا موسى عليه السلام
- بنو إسرائيل
- سيدنا هارون عليه السلام
- سيدنا داود عليه السلام
- سيدنا سليمان عليه السلام
- سيدنا أيوب عليه السلام
- سيدنا يونس عليه السلام
- سيدنا إلياس عليه السلام
- سيدنا اليسع عليه السلام
- سيدنا ذي الكفل عليه السلام
- سيدنا لقمان عليه السلام
- سيدنا زكريا عليه السلام
- سيدنا يحي عليه السلام
- سيدنا عيسى عليه السلام
- أهل الكتاب اليهود النصارى
- الصابئون والمجوس
- الاتعاظ بالسابقين
- النظر في عاقبة الماضين
- السيدة مريم عليها السلام ملحق
- آيات الناس وصفاتهم
- أنواع الناس
- صفات الإنسان
- صفات الأبراروجزائهم
- صفات الأثمين وجزائهم
- صفات الأشقى وجزائه
- صفات أعداء الرسل عليهم السلام
- صفات الأعراب
- صفات أصحاب الجحيم وجزائهم
- صفات أصحاب الجنة وحياتهم فيها
- صفات أصحاب الشمال وجزائهم
- صفات أصحاب النار وجزائهم
- صفات أصحاب اليمين وجزائهم
- صفات أولياءالشيطان وجزائهم
- صفات أولياء الله وجزائهم
- صفات أولي الألباب وجزائهم
- صفات الجاحدين وجزائهم
- صفات حزب الشيطان وجزائهم
- صفات حزب الله تعالى وجزائهم
- صفات الخائفين من الله ومن عذابه وجزائهم
- صفات الخائنين في الحرب وجزائهم
- صفات الخائنين في الغنيمة وجزائهم
- صفات الخائنين للعهود وجزائهم
- صفات الخائنين للناس وجزائهم
- صفات الخاسرين وجزائهم
- صفات الخاشعين وجزائهم
- صفات الخاشين الله تعالى وجزائهم
- صفات الخاضعين لله تعالى وجزائهم
- صفات الذاكرين الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يتبعون أهواءهم وجزائهم
- صفات الذين يريدون الحياة الدنيا وجزائهم
- صفات الذين يحبهم الله تعالى
- صفات الذين لايحبهم الله تعالى
- صفات الذين يشترون بآيات الله وبعهده
- صفات الذين يصدون عن سبيل الله تعالى وجزائهم
- صفات الذين يعملون السيئات وجزائهم
- صفات الذين لايفلحون
- صفات الذين يهديهم الله تعالى
- صفات الذين لا يهديهم الله تعالى
- صفات الراشدين وجزائهم
- صفات الرسل عليهم السلام
- صفات الشاكرين وجزائهم
- صفات الشهداء وجزائهم وحياتهم عند ربهم
- صفات الصالحين وجزائهم
- صفات الصائمين وجزائهم
- صفات الصابرين وجزائهم
- صفات الصادقين وجزائهم
- صفات الصدِّقين وجزائهم
- صفات الضالين وجزائهم
- صفات المُضَّلّين وجزائهم
- صفات المُضِلّين. وجزائهم
- صفات الطاغين وجزائهم
- صفات الظالمين وجزائهم
- صفات العابدين وجزائهم
- صفات عباد الرحمن وجزائهم
- صفات الغافلين وجزائهم
- صفات الغاوين وجزائهم
- صفات الفائزين وجزائهم
- صفات الفارّين من القتال وجزائهم
- صفات الفاسقين وجزائهم
- صفات الفجار وجزائهم
- صفات الفخورين وجزائهم
- صفات القانتين وجزائهم
- صفات الكاذبين وجزائهم
- صفات المكذِّبين وجزائهم
- صفات الكافرين وجزائهم
- صفات اللامزين والهامزين وجزائهم
- صفات المؤمنين بالأديان السماوية وجزائهم
- صفات المبطلين وجزائهم
- صفات المتذكرين وجزائهم
- صفات المترفين وجزائهم
- صفات المتصدقين وجزائهم
- صفات المتقين وجزائهم
- صفات المتكبرين وجزائهم
- صفات المتوكلين على الله وجزائهم
- صفات المرتدين وجزائهم
- صفات المجاهدين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المجرمين وجزائهم
- صفات المحسنين وجزائهم
- صفات المخبتين وجزائهم
- صفات المختلفين والمتفرقين من أهل الكتاب وجزائهم
- صفات المُخلَصين وجزائهم
- صفات المستقيمين وجزائهم
- صفات المستكبرين وجزائهم
- صفات المستهزئين بآيات الله وجزائهم
- صفات المستهزئين بالدين وجزائهم
- صفات المسرفين وجزائهم
- صفات المسلمين وجزائهم
- صفات المشركين وجزائهم
- صفات المصَدِّقين وجزائهم
- صفات المصلحين وجزائهم
- صفات المصلين وجزائهم
- صفات المضعفين وجزائهم
- صفات المطففين للكيل والميزان وجزائهم
- صفات المعتدين وجزائهم
- صفات المعتدين على الكعبة وجزائهم
- صفات المعرضين وجزائهم
- صفات المغضوب عليهم وجزائهم
- صفات المُفترين وجزائهم
- صفات المفسدين إجتماعياَ وجزائهم
- صفات المفسدين دينيًا وجزائهم
- صفات المفلحين وجزائهم
- صفات المقاتلين في سبيل الله وجزائهم
- صفات المقربين الى الله تعالى وجزائهم
- صفات المقسطين وجزائهم
- صفات المقلدين وجزائهم
- صفات الملحدين وجزائهم
- صفات الملحدين في آياته
- صفات الملعونين وجزائهم
- صفات المنافقين ومثلهم ومواقفهم وجزائهم
- صفات المهتدين وجزائهم
- صفات ناقضي العهود وجزائهم
- صفات النصارى
- صفات اليهود و النصارى
- آيات الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم
- آيات المحاورات المختلفة - الأمثال - التشبيهات والمقارنة بين الأضداد
- نهج البلاغة
- تصنيف نهج البلاغة
- دراسات حول نهج البلاغة
- الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة السجادية
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- الباب السابع : باب الاخلاق
- الباب الثامن : باب الطاعات
- الباب التاسع: باب الذكر والدعاء
- الباب العاشر: باب السياسة
- الباب الحادي عشر:باب الإقتصاد
- الباب الثاني عشر: باب الإنسان
- الباب الثالث عشر: باب الكون
- الباب الرابع عشر: باب الإجتماع
- الباب الخامس عشر: باب العلم
- الباب السادس عشر: باب الزمن
- الباب السابع عشر: باب التاريخ
- الباب الثامن عشر: باب الصحة
- الباب التاسع عشر: باب العسكرية
- الباب الاول : باب التوحيد
- الباب الثاني : باب النبوة
- الباب الثالث : باب الإمامة
- الباب الرابع : باب المعاد
- الباب الخامس: باب الإسلام
- الباب السادس : باب الملائكة
- تصنيف الصحيفة بالموضوعات
- أسماء الله الحسنى
- أعلام الهداية
- النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السَّلام)
- السيدة فاطمة الزهراء (عليها السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسين بن علي (عليه السَّلام)
- لإمام علي بن الحسين (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السَّلام)
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام)
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السَّلام)
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السَّلام)
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السَّلام)
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عجَّل الله فرَجَه)
- تاريخ وسيرة
- "تحميل كتب بصيغة "بي دي أف
- تحميل كتب حول الأخلاق
- تحميل كتب حول الشيعة
- تحميل كتب حول الثقافة
- تحميل كتب الشهيد آية الله مطهري
- تحميل كتب التصنيف
- تحميل كتب التفسير
- تحميل كتب حول نهج البلاغة
- تحميل كتب حول الأسرة
- تحميل الصحيفة السجادية وتصنيفه
- تحميل كتب حول العقيدة
- قصص الأنبياء ، وقصص تربويَّة
- تحميل كتب السيرة النبوية والأئمة عليهم السلام
- تحميل كتب غلم الفقه والحديث
- تحميل كتب الوهابية وابن تيمية
- تحميل كتب حول التاريخ الإسلامي
- تحميل كتب أدب الطف
- تحميل كتب المجالس الحسينية
- تحميل كتب الركب الحسيني
- تحميل كتب دراسات وعلوم فرآنية
- تحميل كتب متنوعة
- تحميل كتب حول اليهود واليهودية والصهيونية
- المحقق جعفر السبحاني
- تحميل كتب اللغة العربية
- الفرقان في تفسير القرآن -الدكتور محمد الصادقي
- وقعة الجمل صفين والنهروان
|
الفصل الحادي عشر العبادات
|
( 76 ) بعض العبادات و مقاصدها
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و قال ( ع ) في معرض حديثه عن الكبر و العجب : و عن
ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين ، بالصّلوات و الزّكوات و مجاهدة الصّيام في
الأيّام المفروضات ، تسكينا لأطرافهم ، و تخشيعا لأبصارهم ، و تذليلا لنفوسهم ،
و تخفيضا لقلوبهم ، و إذهابا للخيلاء عنهم . الصّلاة قربان
كلّ تقيّ ، و الحجّ جهاد كلّ ضعيف . و لكلّ شي ء زكاة ، و زكاة البدن الصّيام .
و جهاد المرأة حسن التّبعّل . ( 136 ح ، 592 ) فرض اللّه
الإيمان تطهيرا من الشّرك ، و الصّلاة تنزيها عن الكبر ، و الزّكاة تسبيبا
للرّزق ، و الصّيام ابتلاء لإخلاص الخلق ، و الحجّ تقربة للدّين ، و الجهاد عزّا
للاسلام . و الأمر بالمعروف مصلحة للعوامّ . و النّهي عن المنكر ردعا للسّفهاء .
و صلة الرّحم منماة للعدد . و القصاص حقنا للدّماء . و إقامة الحدود إعظاما
للمحارم . و ترك شرب الخمر تحصينا للعقل . و مجانبة السّرقة إيجابا للعفّة . و
ترك الزّنا تحصينا للنّسب . و ترك اللّواط تكثيرا للنّسل . و الشّهادة ( أي الاستشهاد ) استظهارا على المجاحدات . و ترك
الكذب تشريفا للصّدق . و السّلام أمانا من المخاوف . و الأمانات نظاما للأمة . و
الطّاعة تعظيما للإمامة . ( 252 ح ، 611 ) |
|
( 77 ) أداء الفرائض و النوافل
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : الفرائض الفرائض ، أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة .
إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول ، و أحلّ حلالا غير مدخول . . . ( الخطبة 165 ، 301 ) و من كتابه ( ع ) الى مالك الاشتر : أمره بتقوى اللّه
و إيثار طاعته ، و اتّباع ما أمر به في كتابه ، من فرائضه و سنّنه ، الّتي لا
يسعد أحد إلاّ باتّباعها ، و لا يشقى إلاّ مع جحودها و إضاعتها . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) و امض لكلّ يوم
عمله ، فإنّ لكلّ يوم ما فيه . و اجعل لنفسك فيما بينك و بين اللّه أفضل تلك
المواقيت ، و أجزل تلك الأقسام . و ان كانت كلّها للّه إذا صلحت فيها النّيّة ،
و سلمت منها الرّعيّة . و ليكن في خاصّة ما تخلص به للّه دينك : إقامة فرائضه
الّتي هي له خاصّة ، فأعط اللّه من بدنك في ليلك و نهارك . و وفّ ما تقرّبت به
إلى اللّه من ذلك كاملا غير مثلوم و لا منقوص ، بالغا من بدنك ما بلغ . ( الخطبة 292 ، 4 ، 533 ) . . . و خادع نفسك في العبادة ، و ارفق بها و لا تقهرها ، و خذ
عفوها ( أي وقت فراغها ) و نشاطها ، إلاّ ما كان
مكتوبا عليك من الفريضة ، فإنّه لا بدّ من قضائها ، و تعاهدها عند محلّها . ( الخطبة 308 ، 558 ) لا قربة
بالنّوافل إذا أضرّت بالفرائض ( كمن يصلي النافلة و
عليه قضاء صلوات سابقة ) . ( 39 ح ، 572 قال ( ع ) : إنّ اللّه افترض عليكم الفرائض ، فلا
تضيّعوها ، و حدّ لكم حدودا ، فلا تعتدوها . و نهاكم عن أشياء ، فلا تنتهكوها .
و سكت لكم عن أشياء و لم يدعها نسيانا ، فلا تتكلّفوها (
اي لا تكلفوا أنفسكم بها بعد ما سكت اللّه عنها ) . ( 105 ح ، 584 ) و لا عبادة كأداء
الفرائض . ( 113 ح ، 586 ) إذا أضرّت النّوافل بالفرائض فارفضوها . ( 279 ح ، 623 ) إنّ للقلوب
إقبالا و إدبارا ، فإذا أقبلت فاحملوها على النّوافل ، و إذا أدبرت فاقتصروا بها
على الفرائض . ( 312 ح ، 629 ) |
|
|
( 78 ) الدعاء و استجابته
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : يسألون من لا
تضيق لديه المنادح ، و لا يخيب عليه الرّاغبون . (
الخطبة 220 ، 422 ) فاعملوا و العمل
يرفع ، و التّوبة تنفع ، و الدّعاء يسمع . ( الخطبة 228
، 431 ) و اعلم أنّ الّذي
بيده خزائن السّموات و الأرض ، قد أذن لك في الدّعاء ، و تكفل لك بالإجابة ، و
أمرك أن تسأله ليعطيك ، و تسترحمه ليرحمك ، و لم يجعل بينك و بينه من يحجبك عنه
، و لم يلجئك إلى من يشفع لك إليه ، و لم يمنعك إن أسأت من التّوبة ، و لم
يعاجلك بالنّقمة ، و لم يعيّرك بالإنابة ، و لم يفضحك حيث الفضيحة بك أولى ، و
لم يشدّد عليك في قبول الإنابة ، و لم يناقشك بالجريمة ، و لم يؤيسك من الرّحمة
. بل جعل نزوعك عن الذّنب حسنة ، و حسب سيّئتك واحدة ، و حسب حسنتك عشرا ، و فتح
لك باب المتاب ، و باب الاستعتاب ، فإذا ناديته سمع نداك ، و إذا ناجيته علم
نجواك ، فأفضيت إليه بحاجتك ، و أبثثته ذات نفسك ، و شكوت إليه همومك ، و
استكشفته كروبك ، و استعنته على أمورك ، و سألته من خزائن رحمته ، ما لا يقدر
على إعطائه غيره ، من زيادة الأعمار ، و صحّة الأبدان ، و سعة الأرزاق . ثمّ جعل
في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته ، فمتى شئت استفتحت بالدّعاء
أبواب نعمته ، و استمطرت شآبيب رحمته . فلا يقنّطنّك إبطاء إجابته ، فانّ
العطيّة على قدر النّيّة . و ربّما أخّرت عنك الأجابة ، ليكون ذلك أعظم لأجر
السّائل ، و أجزل لعطاء الآمل . و ربّما سألت الشّي ء فلا تؤتاه ، و أوتيت خيرا
منه عاجلا أو آجلا ، أو صرف عنك لما هو خير لك . فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك
دينك لو أوتيته . فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله ، و ينفى عنك وباله . فالمال
لا يبقى لك و لا تبقى له . ( الخطبة 270 ، 2 ، 482 ) لا تتركوا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، فيولّى
عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم . ( الخطبة
286 ، 512 ) و ليس شي ء أدعى
إلى تغيير نعمة اللّه و تعجيل نقمته ، من إقامة على ظلم . فإنّ اللّه سميع دعوة
المضطهدين ، و هو للظّالمين بالمرصاد . ( الخطبة 292 ،
1 ، 519 ) قال (
ع ) لنوف البكالي : يا نوف ، طوبى
للزّاهدين في الدّنيا ، الرّاغبين في الآخرة . من أعطي أربعا لم
يحرم أربعا . من أعطي الدّعاء لم يحرم الإجابة . . . (
135 ح ، 592 ) . . . و ادفعوا أمواج البلاء بالدّعاء . ( 146 ح ، 593 ) إن أصابه بلاء
دعا مضطرّا ، و إن ناله رخاء أعرض مغترّا . ( 150 ح ،
596 ) ما المبتلى الّذي
قد اشتدّ به البلاء ، بأحوج إلى الدّعاء من المعافى الّذي لا يأمن البلاء . ( 302 ح ، 627 ) و قال ( ع ) عن عدم استجابة دعاء الفاسق : الدّاعي بلا
عمل كالرّامي بلا وتر . ( 337 ح ، 633 ) إذا كانت لك إلى
اللّه سبحانه حاجة ، فابدأ بمسألة الصّلاة على رسوله صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم ثمّ سل حاجتك . فإنّ اللّه أكرم من أن يسأل حاجتين ، فيقضي إحداهما و يمنع
الأخرى . ( 361 ح ، 638 ) ما كان اللّه
ليفتح على عبد باب الشّكر و يغلق عنه باب الزّيادة ، و لا ليفتح على عبد باب
الدّعاء و يغلق عنه باب الإجابة ، و لا ليفتح لعبد باب التّوبة و يغلق عنه باب
المغفرة . ( 435 ح ، 654 ) |
|
( 79 ) الأدعية و المناجاة و الابتهال
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : نسأل اللّه منازل الشّهداء ، و معايشة السّعداء ، و
مرافقة الأنبياء . ( الخطبة 23 ، 69 ) اللّهمّ إنّي قد
مللتهم و ملّوني ، و سئمتهم و سئموني ، فأبدلني بهم خيرا منهم ، و أبدلهم بي
شرّا منّي . اللّهمّ مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء . ( الخطبة 25 ، 72 ) من
دعاء له ( ع ) دعا به عند تأهبه للسفر : اللّهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر ( أي مشقته
) ، و كآبة المنقلب ، و سوء المنظر في الأهل و المال و الولد . اللّهمّ
انت الصّاحب في السّفر ، و أنت الخليفة في الأهل ، و لا يجمعهما غيرك . لأنّ
المستخلف لا يكون مستصحبا ، و المستصحب لا يكون مستخلفا . الخطبة 46 ، 103 ) نسأل اللّه
سبحانه أن يجعلنا و إيّاكم ممّن لا تبطره نعمة ، و لا تقصّر به عن طاعة ربّه
غاية . و لا تحلّ به بعد الموت ندامة و لا كآبة . (
الخطبة 62 ، 118 ) من كلام له ( ع )
و قد رأى الرسول ( ص ) في منامه ، في سحرة اليوم الذي ضرب فيه ، فشكا له حاله من
أمته . فقال ( ص ) : ادع عليهم . فقال عليه
السلام : ابدلني اللّه بهم خيرا منهم ، و ابدلهم بي شرّا لهم منّي . ( الخطبة 68 ، 124 ) اللّهمّ داحي
المدحوّات ، و داعم المسموكات و جابل القلوب على فطرتها : شقيّها و سعيدها . من خطبة له ( ع ) علّم فيها الناس الصلاة على النبي ( ص ) و
الدعاء له : اللّهمّ افسح له مفسحا في ظلّك ، و اجزه مضاعفات الخير من
فضلك . اللّهمّ و اعل على بناء البانين بناءه ، و اكرم لديك منزلته ، و أتمم له
نوره . و اجزه من ابتعاثك له مقبول الشّهادة ، مرضيّ المقالة . ذا منطق عدل ، و
خطبة فصل . اللّهمّ اجمع بيننا و بينه في برد العيش ، و قرار النّعمة ، و منى
الشّهوات ، و أهواء اللّذّات ، و رخاء الدّعة ، و منتهى الطّمأنينة ، و تحف
الكرامة . ( الخطبة 70 ، 127 ) اللّهمّ اغفر لي
ما أنت أعلم به منّي ، فإن عدت فعد عليّ بالمغفرة . اللّهمّ اغفر لي ما وأيت ( أي وعدت ) من نفسي ، و لم تجد له وفاء عندي .
اللّهمّ اغفر لي ما تقرّبت به إليك بلساني ، ثمّ خالفه قلبي . اللّهمّ اغفر لي
رمزات الألحاظ ، و سقطات الألفاظ ، و شهوات الجنان ، و هفوات اللّسان . ( الخطبة 76 ، 132 ) و قال
( ع ) في آخر خطبة الاشباح يدعو ربه : اللّهمّ أنت أهل الوصف الجميل و التّعداد الكثير . إن تؤمّل فخير مأمول ، و
إن ترج فخير مرجوّ . اللّهمّ و قد بسطت لي فيما لا أمدح به غيرك ، و لا أثني به
على أحد سواك ، و لا أوجّهه إلى معادن الخيبة و مواضع الرّيبة . نحمده على ما كان
، و نستعينه من أمرنا على ما يكون ، و نسأله المعافاة في الأديان ، كما نسأله
المعافاة في الأبدان . ( الخطبة 97 ، 191 ) و قال ( ع ) في ذكر النبي ( ص ) : اللّهمّ اقسم له
مقسما من عدلك ، و اجزه مضعّفات الخير من فضلك . اللّهمّ أعل على بناء البانين
بناءه ، و أكرم لديك نزله ، و شرّف عندك منزله ، و آته الوسيلة ، و أعطه السّناء
( اي الرفعة ) و الفضيلة ، و احشرنا في زمرته
غير خزايا ، و لا نادمين ، و لا ناكبين ، و لا ناكثين ، و لا ضالّين ، و لا
مضلّين و لا مفتونين . ( الخطبة 104 ، 204 ) جعلنا اللّه و
إيّاكم ممّن يسعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته . (
الخطبة 163 ، 298 ) و قال
( ع ) لما عزم على لقاء القوم بصفين : اللّهمّ ربّ السّقف المرفوع و الجوّ المكفوف ، الّذي جعلته مغيضا للّيل و
النّهار ، و مجرى للشّمس و القمر ، و مختلفا للنّجوم السّيّارة . اللّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون ، و اجعلني أفضل ممّا
يظنّون ، و اغفر لي ما لا يعلمون . ( الخطبة 191 ، 378
) و من كلام له ( ع ) عن أصحاب صفين : اللّهمّ احقن
دماءنا و دماءهم ، و أصلح ذات بيننا و بينهم ، و اهدهم من ضلالتهم ، حتّى يعرف
الحقّ من جهله ، و يرعوي عن الغيّ و العدوان من لهج به . ( الخطبة 204 ، 398 ) و من دعاء له ( ع ) كان يدعو به كثيرا : الحمد للّه
الّذي لم يصبح بي ميّتا و لا سقيما ، و لا مضروبا على عروقي بسوء ، و لا مأخوذا
بأسوإ عملي ، و لا مقطوعا دابري . و لا مرتدّا عن ديني ، و لا منكرا لربّي . و
لا مستوحشا من إيماني ، و لا ملتبسا عقلي . و لا معذّبا بعذاب الأمم من قبلي .
أصبحت عبدا مملوكا ظالما لنفسي . لك الحجّة عليّ و لا حجّة لي . و لا أستطيع أن
آخذ إلاّ ما أعطيتني ، و لا أتّقي إلاّ ما وقيتني . اللّهمّ صن وجهي
باليسار ( أي بالغنى ) ، و لا تبذل جاهي
بالإقتار ، فأسترزق طالبي رزقك ، و أستعطف شرار خلقك . و أبتلى بحمد من أعطاني ،
و أفتتن بذمّ من منعني . و أنت من وراء ذلك كلّه وليّ الإعطاء و المنع [ إنّك على كلّ شي ء قدير ] .
( الخطبة 223 ، 427 ) اللّهمّ إنّك آنس
الآنسين لأوليائك ، و أحضرهم بالكفاية للمتوكلّين عليك . تشاهدهم في سرائرهم ، و
تطّلع عليهم في ضمائرهم ، و تعلم مبلغ بصائرهم . فأسرارهم لك مكشوفة ، و قلوبهم
إليك ملهوفة . إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك . و إن صبّت عليهم المصائب لجاؤا
إلى الاستجارة بك ، علما بأنّ أزمّة الأمور بيدك ، و مصادرها عن قضائك . و كان
( ع ) يقول اذا لقي العدو محاربا : اللّهمّ إليك أفضت القلوب ، و مدّت الأعناق ، و شخصت الأبصار ، و نقلت
الأقدام ، و انضيت الأبدان . اللّهمّ قد صرّح مكنون الشّنآن ، و جاشت مراجل
الأضغان اللّهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا ، و كثرة عدوّنا و تشتّت أهوائنا
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ
الْفَاتِحِينَ ( الخطبة 254 ، 454 ) أسأل اللّه تعالى
أن يجعل لي منهم فرجا عاجلا . ( الخطبة 274 ، 493 ) و يختم الامام ( ع ) عهده لمالك الاشتر بقوله : و أنا
أسأل اللّه بسعة رحمته ، و عظيم قدرته على إعطاء كلّ رغبة ، أن يوفّقني و إيّاك
لما فيه رضاه ، من الإقامة على العذر الواضح إليه و إلى خلقه ، مع حسن الثّناء
في العباد ، و جميل الأثر في البلاد ، و تمام النّعمة ، و تضعيف الكرامة ، و أن
يختم لي و لك بالسّعادة و الشّهادة ، إنّا إليه راجعون . و السّلام على رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الطّيّبين الطّاهرين ، و سلّم تسليما كثيرا
، و السّلام . ( الخطبة 292 ، 5 ، 540 ) و قال
( ع ) و قد مدحه قوم في وجهه : اللّهمّ
إنّك أعلم بي من نفسي ، و أنا أعلم بنفسي منهم . اللّهمّ اجعلنا خيرا ممّا
يظنّون ، و اغفر لنا ما لا يعلمون . ( 100 ح ، 582 ) اللّهمّ إنّي أعوذ بك من ان تحسّن في لامعة العيون
علانيتي ، و تقبّح فيما أبطن لك سريرتي ، محافظا على رئاء النّاس من نفسي ،
بجميع ما أنت مطّلع عليه منّي ، فأبدي للنّاس حسن ظاهري ، و أفضي إليك بسوء عملي
، تقرّبا إلى عبادك و تباعدا من مرضاتك . ( 276 ح ، 622
) الدّاعي بلا عمل
، كالرّامي بلا وتر . ( 337 ح ، 633 ) |
|
( 80 ) أدعية الاستسقاء
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : من خطبة له ( ع ) ينبه فيها العباد على لزوم الدعاء و
الاستغاثة اذا احتبس عنهم المطر : الا و إنّ الأرض الّتي تقلّكم ، و
السّماء الّتي تظّلكم ، مطيعتان لربّكم . و ما أصبحتا تجودان لكم ببركتهما
توجّعا لكم ، و لا زلفة إليكم ، و لا لخير ترجوانه منكم . و لكن أمرتا بمنافعكم
فأطاعتا ، و أقيمتا على حدود مصالحكم فقامتا . و قال
( ع ) في دعاء استسقى به : أللّهمّ اسقنا
ذلل السّحاب دون صعابها ( شبه السحاب ذات الرعود و
البروق و الرياح و الصواعق بالابل الصعاب ) . (
472 ح ، 661 ) |
|
( 81 ) الصلاة و إقامتها
|
|
يراجع المبحث 76 بعض العبادات و مقاصدها . قال ( ع ) : أللّهمّ إنّي أوّل من أناب ، و سمع و أجاب
. لم يسبقني إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالصّلاة . ( الخطبة 129 ، 242 ) و عن ذلك ما حرس
اللّه عباده المؤمنين بالصّلوات و الزّكوات . . . (
الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) تعاهدوا أمر الصّلاة ، و حافظوا عليها و استكثروا منها ،
و تقرّبوا بها ، فإنّها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا . ألا تسمعون إلى جواب
أهل النّار حين سئلوا مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ؟ قَالُوا : لَمْ نُكُ مِنَ
المُصَلِّينَ . و إنّها لتحتّ الذّنوب حتّ الورق ، و تطلقها إطلاق الرّبق ( حبل فيه عدة عرى واحدتها ربقة ) . و شبّهها رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالحمّة ( النبعة
الساخنة تجعل للاستشفاء ) تكون على باب الرّجل . فهو يغتسل منها في اليوم
و اللّيلة خمس مرّات . فما عسى أن يبقى عليه من الدّرن ؟ و قد عرف حقّها رجال من
المؤمنين ، الّذين لا تشغلهم عنها زينة متاع ، و لا قرّة عين من ولد و لا مال .
يقول اللّه سبحانه رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ
اللّهِ وَ إِقَامِ الصَّلاَةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ . و كان رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم نصبا بالصّلاة ( أي يتعب من
كثرة الصلاة ) بعد التّبشير له بالجنّة ، لقول اللّه سبحانه وَ أمُرْ
أَهْْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا ، فكان يأمر أهله و يصبر عليها
نفسه . ( الخطبة 197 ، 392 ) من عهد
له ( ع ) الى محمد بن أبي بكر : صلّ
الصّلاة لوقتها المؤقّت لها . و لا تعجّل وقتها لفراغ ، و لا تؤخّرها عن وقتها
لاشتغال . و اعلم أنّ كلّ شي ء من عملك تبع لصلاتك . (
الخطبة 266 ، 466 ) و قال ( ع ) من وصيته لابنيه الحسن و الحسين ( ع ) :
فإنّي سمعت جدّكما صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول :
« صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصّلاة و الصّيام » . (
الخطبة 286 ، 511 ) و اللّه اللّه في
الصّلاة ، فإنّها عمود دينكم . ( الخطبة 286 ، 511 ) من
كتاب له ( ع ) الى امراء البلاد في معنى الصلاة و فيها يحدد مواقيتها : أمّا بعد ، فصلّوا بالنّاس الظّهر حتّى تفي ء الشّمس من
مربض العنز ( يقصد حتى يصير ظل كل شي ء مثله ) .
و صلّوا بهم العصر و الشّمس بيضاء حيّة ، في عضو من النّهار حين يسار فيها
فرسخان . و صلّوا بهم المغرب حين يفطر الصّائم و يدفع الحاجّ إلى منى . و صلّوا
بهم العشاء حين يتوارى الشّفق إلى ثلث اللّيل . و صلّوا بهم الغداة ( أي الصبح ) و الرّجل يعرف وجه صاحبه . و صلّوا بهم
صلاة أضعفهم و لا تكونوا فتّانين . ( توضيح : ان المواقيت التي ذكرها الامام ( ع ) هي المواقيت التي كان
الناس قد ساروا عليها في خلافة الخلفاء الذين سبقوه ، و هي رغم انها غير
مطابقة لمذهب أهل البيت ( ع ) الا ان الامام ( ع )
آثر ابقاءها دفعا لقيام الفتن و طمعا في تخفيف الخلافات ، ريثما يتم له تثبيت الامور الاساسية ) . ( الخطبة 291 ، 516 ) و قال ( ع ) في وصيته لمالك الاشتر : و إذا قمت في
صلاتك للنّاس فلا تكوننّ منفّرا و لا مضيّعا ، فانّ في النّاس من به العلّة و له
الحاجة . و قد سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين وجّهني إلى
اليمن كيف أصلّي بهم ؟ فقال : « صلّ بهم كصلاة أضعفهم ، و كن بالمؤمنين رحيما »
. ( الخطبة 292 ، 4 ، 534 ) . . . و لا تسافر في يوم جمعة حتّى تشهد الصّلاة ، إلاّ فاصلا ( أي ذاهبا ) في سبيل اللّه ، أو في امر تعذر به . ( الخطبة 308 ، 557 ) و سمع ( ع ) رجلا من الخوارج يتهجد و يقرأ ، فقال ( ع ) :
نوم على يقين . خير من صلاة في شكّ . ( 297 ح ، 582 )
الصّلاة قربان كلّ تقيّ ، و الحجّ جهاد كلّ ضعيف . و لكلّ
شي ء زكاة ، و زكاة البّدن الصّيام . و جهاد المرأة حسن التّبعل . ( 136 ح ، 592 ) كم من صائم ليس
له من صيامه إلاّ الجوع و الظّمأ ، و كم من قائم ليس له من قيامه إلاّ السّهر و
العناء . حبّذا نوم الأكياس و إفطارهم ( الاكياس هم
العقلاء العارفون ، يكون نومهم و فطرهم أفضل من صوم الحمقى و قيامهم ) . ( 145 ح ، 593 ) . . . و الصّلاة تنزيها عن الكبر . (
252 ح ، 611 ) و قال
( ع ) : ما أهمّني ذنب أمهلت بعده ، حتّى أصلّي ركعتين ، و أسأل
اللّه العافية . ( 299 ح ، 626 و قال
( ع ) في بعض الاعياد : إنّما هو عيد
لمن قبل اللّه صيامه و شكر قيامه . و كلّ يوم لا يعصى اللّه فيه فهو عيد . ( 428 ح ، 653 ) الفرق بين المؤمن و الكافر الصّلاة ، فمن تركها و ادّعى
الإيمان ، كذّبه فعله ، و كان عليه شاهد من نفسه . (
380 حديد ) الصّلاة صابون
الخطايا . ( 598 حديد ) من لم يأخذ أهبة الصّلاة قبل وقتها ، فما وقّرها . ( 768 حديد ) اختبروا شيعتي بخصلتين : المحافظة على أوقات الصّلاة ،
و المواساة لاخوانهم بالمال ، فإن لم تكونا فاعزب ثمّ اعزب . ( مستدرك 163 ) |
|
. . التهجد ( العبادة و الصلاة ليلا )
|
|
يراجع المبحث ( 75 ) عالم العبادة و المتعبدين
. |
|
( 82 ) الصيام
|
|
يراجع
المبحث ( 81 ) السابق قال الإمام علي ( ع ) : . . . و صوم شهر رمضان فإنّه جنّة من العقاب . ( الخطبة
108 ، 213 ) و قال ( ع ) عن أصحابه الاوفياء : مره العيون من البكاء ، خمص البطون من الصّيام ، ذبل
الشّفاه من الدّعاء . ( الخطبة 119 ، 230 ) و عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين
بالصّلوات و الزّكوات ، و مجاهدة الصّيام في الأيّام المفروضات . ( الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) و قال ( ع ) من وصيته لابنيه الحسن و الحسين (
ع ) : فإنّي سمعت جدّكما صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول :
« صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصّلاة و الصّيام » . (
الخطبة 286 ، 511 ) و صلّوا بهم المغرب حين يفطر الصّائم ، و يدفع
الحاجّ إلى منى . ( الخطبة 291 ، 516 ) و لكلّ شي ء زكاة ، و زكاة البدن الصّيام . ( 136 ح ، 592 ) كم من صائم
ليس له من صيامه إلاّ الجوع و الظّمأ ، و كم من قائم ليس له من قيامه إلاّ
السّهر و العناء . حبّذا نوم الأكياس و إفطارهم (
الاكياس هم العقلاء العارفون ، يكون نومهم و فطرهم أفضل من صوم الحمقى و قيامهم
) . ( 145 ح ، 593 ) و الصّيام ابتلاء لاخلاص الخلق . ( 252 ح ، 611 ) و قال ( ع ) في بعض
الاعياد : إنّما هو عيد لمن قبل اللّه صيامه و شكر قيامه . و كلّ يوم لا
يعصى اللّه فيه فهو عيد . ( 428 ح ، 653 ) الصّوم عبادة بين العبد و خالقه ، لا يطّلع
عليها غيره ، و كذلك لا يجّازي عنها غيره . ( 385 حديد
) ليس الصّوم الإمساك عن المأكل و المشرّب ،
الصّوم الإمساك عن كلّ ما يكرهه اللّه سبحانه . ( 417
حديد ) |
|
( 83 ) الزكاة و الخمس و الصدقة
|
|
يراجع
المبحث ( 76 ) بعض العبادات و مقاصدها قال الإمام علي ( ع ) : و عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين
بالصّلوات و الزّكوات . . . مع ما في الزّكاة من
صرف ثمرات الأرض و غير ذلك الى أهل المسكنة و الفقر . (
الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) و قال ( ع ) عن أن
الزكاة يجب أن تكون عن طيب نفس : ثمّ إنّ الزّكاة جعلت مع الصّلاة قربانا
لأهل الإسلام . فمن أعطاها طيّب النّفس بها ، فإنّها تجعل له كفّارة ، و من
النّار حجازا و وقاية . فلا يتبعنّها أحد نفسه ، و لا يكثرنّ عليها لهفه . فإنّ
من أعطاها غير طيّب النّفس بها ، يرجو بها ما هو أفضل منها ، فهو جاهل بالسّنّة
، مغبون الأجر ، ضالّ العمل ، طويل النّدم . ( الخطبة
197 ، 393 ) الصّدقة دواء منجح . و أعمال العباد في عاجلهم ، نصب أعينهم في آجلهم . ( 6 ح ، 566 ) و لكلّ شي ء زكاة ، و زكاة البدن الصّيام . ( 136 ح
، 592 ) استنزلوا الرّزق بالصّدقة . ( 137 ح ، 592 ) سوسوا إيمانكم بالصّدقة ، و حصّنوا أموالكم
بالزّكاة ، و ادفعوا أمواج البلاء بالدّعاء . ( 146 ح ،
593 ) إذا أملّقتم فتاجروا اللّه بالصّدقة . ( 258 ح ، 612 ) إنّ الرّجل إذا كان له الدّين الظّنون ( أي الذي لا يعلم صاحبه ، أيقبضه من الذي هو عليه ، أم لا ،
فمرة يرجوه و مرة لا يرجوه ) ، يجب عليه أن يزكّيه ، لما مضى ، إذا قبضه ( أي اذا قبضه فانه يزكيه عن كل الاعوام السابقة ) . ( 6 غريب كلامه 615 ) و قال ( ع ) :
إنّ القرآن أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأموال أربعة : و قال ( ع ) عن
الزكاة : إنّ اللّه سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء . و قال ( ع ) لغالب بن
صعصعة ابي الفرزدق ، في كلام دار بينهما : ما فعلت إبلك الكثيرة ؟ و
قال ( ع ) يأتي على
النّاس زمان عضوض ( أي شديد ) يعضّ الموسر فيه
على ما في يديه ، و لم يؤمر بذلك ، قال اللّه سبحانه وَ لاَ تَنْسُوا الفَضْلَ
بَيْنَكُمْ ( 468 ح ، 660 ) الزكاة نقص في الصّورة ، و زيادة في المعنى . ( 416 حديد ) |
|
( 84 ) مكة المكرمة و الكعبة المشرفة و
الحج
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : من
خطبة له ( ع ) في ذكر يوم النحر و صفة الأضحية : . . . و حجّ البيت و اعتماره ، فإنّهما ينفيان الفقر و يرحضان الذّنب . ( الخطبة 108 ، 213 ) ألا
ترون أنّ اللّه سبحانه : إختبر الأوّلين
من لدن آدم صلوات اللّه عليه ، إلى الآخرين من هذا العالم ، بأحجار لا تضرّ و لا
تنفع و لا تبصر و لا تسمع ، فجعلها بيته الحرام الّذي جعله للنّاس قياما . ثمّ
وضعه بأوعر بقاع الأرض حجرا ، و أقلّ نتائق الدّنيا مدرا . و اللّه اللّه في بيت ربّكم ، لا تخلّوه ما بقيتم ، فإنّه
إن ترك لم تناظروا . ( الخطبة 286 ، 511 ) و صلّوا بهم
المغرب حين يفطر الصّائم ، و يدفع الحاجّ إلى منى . (
الخطبة 291 ، 516 ) و من كتاب له ( ع ) الى قثم بن العباس ، و هو عامله على مكة :
أمّا بعد ، فأقم للنّاس الحجّ ، و ذكّرهم بأيّام اللّه .
. . و مر أهل مكّة أن لا ياخذوا من ساكن أجرا ، فإنّ
اللّه سبحانه يقول سَوَاءً العَاكِفُ فِيهِ وَ البادِ فالعاكف المقيم به
، و البادي الّذي يحجّ إليه من غير أهله . وفّقنا اللّه و إيّاكم لمحابّه ( أي مواضع محبته ) و السّلام . الخطبة 306 ، 555 ) الصّلاة قربان كلّ تقيّ ، و الحجّ جهاد كلّ ضعيف . ( 136 ح ، 592 ) . . . و الحجّ تقربة للدّين . ( 252 ح
، 611 ) |
|
( 85 ) الجهاد
|
|
مدخل :
|
|
الجهاد في الاسلام هو رأس العبادات و قمة تعاليم الاسلام
. و له مظاهر متنوعة منها الجهاد الاكبر و الجهاد الاصغر . فأما الجهاد الاكبر فهو جهاد النفس . و أما الجهاد الاصغر فهو أنواع منها : العمل على اصلاح
الغير بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و منها كره الكافرين و محاربتهم . |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : إنّ أفضل ما
توسّل به المتوسّلون إلى اللّه سبحانه و تعالى : الإيمان به و برسوله ، و الجهاد
في سبيله ، فإنّه ذروة الأسلام . ( الخطبة 108 ، 213 ) الجنّة تحت أطراف
العوالي ( أي الرماح ) . ( الخطبة 122 ، 233 ) و جاهد في اللّه
حقّ جهاده ، و لا تأخذك في اللّه لومة لائم . ( الخطبة
270 ، 1 ، 475 ) و اللّه اللّه في
الجهاد بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم ، في سبيل اللّه . (
الخطبة 286 ، 511 ) |
|
( 86 ) ترك الجهاد
|
|
و قال الإمام علي ( ع ) : |
|
( 87 ) الجهاد على أربع شعب
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : |
|
( 88 ) الجهاد باليد و اللسان و القلب
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و من كتاب له ( ع ) لمالك الاشتر : و أن ينصر اللّه
سبحانه بيده و قلبه و لسانه ، فإنّه جلّ اسمه ، قد تكفّل بنصر من نصره ، و إعزاز
من أعزّه . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) أيّها المؤمنون ،
إنّه من رأى عدوانا يعمل به ، و منكرا يدعى إليه ، فأنكره بقلبه فقد سلم و برى ء
، و من أنكره بلسانه فقد أجر ، و هو أفضل من صاحبه ، و من أنكره بالسّيف لتكون
كلمة اللّه هي العليا و كلمة الظّالمين هي السّفلى ، فذلك الّذي أصاب سبيل الهدى
، و قام على الطّريق ، و نوّر في قلبه اليقين . (
373 ح ، 642 ) و في كلام آخر له ( ع ) يجري هذا المجرى : فمنهم
المنكر للمنكر بيده و لسانه و قلبه ، فذلك المستكمل لخصال الخير . و منهم المنكر
بلسانه و قلبه و التّارك بيده ، فذلك متمسّك بخصلتين من خصال الخير و مضيّع خصلة
. و منهم المنكر بقلبه و التّارك بيده و لسانه ، فذلك الّذي ضيّع أشرف الخصلتين
من الثّلاث و تمسّك بواحدة . و منهم تارك لإنكار المنكر بلسانه و قلبه و يده ،
فذلك ميّت الأحياء ( 374 ح ، 642 ) و عن
ابي جحيفة قال : سمعت أمير المؤمنين ( ع ) يقول : أوّل ما تغلبون عليه من الجهاد ( بمعنى يحدث أثرا
شديدا عليكم اذا قمتم به ) ، الجهاد بأيديكم ثمّ بألسنتكم ، ثمّ بقلوبكم
. فمن لم يعرف بقلبه معروفا ، و لم ينكر منكرا ، قلب فجعل أعلاه أسفله ، و أسفله
أعلاه . ( 375 ح ، 643 ) |
|
( 89 ) إن تنصروا اللّه ينصركم
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و أنفقوا أموالكم ، و خذوا من أجسادكم فجودوا بها على
أنفسكم ، و لا تبخلوا بها عنها ، فقد قال اللّه سبحانه
: إنْ تَنْصُرُوا اللّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ . و قال تعالى : |
|
( 90 ) القعود و النهوض القعود في محله
جهاد أكبر
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : أيّها النّاس ، شقّوا أمواج الفتن بسفن النّجاة ، و
عرّجوا عن طريق المنافرة ، و ضعوا تيجان المفاخرة . أفلح من نهض بجناح ، أو
استسلم فأراح . ( الخطبة 5 ، 47 ) إلزموا الأرض ، و
اصبروا على البلاء . و لا تحرّكوا بأيديكم و سيوفكم في هوى ألسنتكم ، و لا
تستعجلوا بما لم يعجّله اللّه لكم . فإنّه من مات منكم على فراشه و هو على معرفة
حقّ ربّه و حقّ رسوله و أهل بيته ، مات شهيدا و وقع أجره على اللّه . و قال ( ع ) عن مالك الاشتر : فإن أمركم أن تنفروا
فانفروا ، و إن أمركم أن تقيموا فأقيموا . فإنّه لا يقدم و لا يحجم ، و لا يؤخّر
و لا يقدّم ، إلاّ عن أمري . ( الخطبة 277 ، 496 ) |
|
( 91 ) الامر بالمعروف و النهي عن المنكر
|
|
يراجع
المبحث ( 88 ) الجهاد باليد و اللسان و القلب قال الإمام علي ( ع ) : المعروف فيهم ما عرفوا ، و المنكر عندهم ما
أنكروا . ( الخطبة 86 ، 157 ) قال ( ع ) : و
انهوا عن المنكر و تناهوا عنه ، فإنّما أمرتم بالنّهي بعد التّناهي . ( الخطبة 103 ، 201 ) ظهر الفساد ، فلا منكر مغيّر ، و لا زاجر
مزدجر . . . لعن اللّه الآمرين بالمعروف ،
التّاركين له . و النّاهين عن المنكر العاملين به . (
الخطبة 127 ، 240 ) و قال ( ع ) عن
الزمان المقبل : و لا في البلاد شي ء أنكر من المعروف ، و لا أعرف من
المنكر . ( الخطبة 145 ، 258 ) فو اللّه لو لم يصيبوا من المسلمين ، إلاّ
رجلا واحدا معتمدين لقتله ، بلا جرم جرّه ، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه ، إذ
حضروه فلم ينكروا ، و لم يدفعوا عنه بلسان و لا بيد . و إنّ عندكم الأمثال من بأس اللّه و قوارعه ،
و أيّامه و وقائعه ، فلا تستبطئوا وعيده جهلا بأخذه ، و تهاونا ببطشه ، و يأسا
من بأسه . فإنّ اللّه سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيدكم ، إلاّ لتركهم
الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر . فلعن اللّه السّفهاء لركوب المعاصي ، و
الحلماء لترك التّناهي . ( الخطبة 190 ، 4 ، 372 ) أيّها النّاس ، إنّما يجمع النّاس ( أي يجمعهم في استحقاق العقاب ) الرّضا ( أي بالمنكر ) و السّخط . و إنّما عقر ناقة ثمود رجل
واحد ، فعمّهم اللّه بالعذاب لمّا عمّوه بالرّضا . فقال سبحانه فَعَقَرُوهَا
فَأَصْبَحُوا نَادِمينَ . فما كان إلاّ أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السّكّة
المحماة ( أي المحراث ) في الأرض الخوّارة ( أي اللينة ) . ( الخطبة 199
، 395 ) و يأمرون بالقسط و يأتمرون به ، و ينهون عن المنكر و يتناهون عنه . ( الخطبة 220 ، 421 ) و قال ( ع ) في وصيته لابنه الحسن ( ع ) : و أمر بالمعروف تكن من أهله ، و أنكر المنكر بيدك و
لسانك ، و باين من فعله بجهدك . و جاهد في اللّه حقّ جهاده ، و لا تأخذك في
اللّه لومة لائم . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475 ) فضرب الجور سرادقه على البرّ و الفاجر ، و
المقيم و الظّاعن ، فلا معروف يستراح إليه ، و لا منكر يتناهى عنه . ( الخطبة 277 ، 495 ) لا تتركوا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر
فيولّى عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم . (
الخطبة 286 ، 512 ) و الجهاد منها على
أربع شعب : على الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، و الصّدق في المواطن
( أي مواطن القتال ) و شنآن الفاسقين ( أي كرههم ) . فمن أمر بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين ،
و من نهى عن المنكر أرغم أنوف الكافرين . و من صدق في المواطن قضى ما عليه . و
من شني ء الفاسقين و غضب للّه ، غضب اللّه له و أرضاه يوم القيامة . ( 30 ح ، 570 ) الرّاضي
بفعل قوم كالدّاخل فيه معهم . و على كلّ داخل في باطل إثمان : إثم العمل به ، و إثم الرّضى به . ( 154 ح ، 597 ) و الأمر بالمعروف مصلحة للعوامّ ، و النّهي عن
المنكر ردعا للسّفهاء . ( 252 ح ، 611 ) و قال ( ع ) لاصحابه
يوم لقوا أهل الشام : أيّها المؤمنون ، إنّه من رأى عدوانا يعمل به و
منكرا يدعى إليه ، فأنكره بقلبه فقد سلم و برى ء . و من أنكره بلسانه فقد أجر ،
و هو أفضل من صاحبه . و من أنكره بالسّيف لتكون كلمة اللّه هي العليا و كلمة
الظّالمين هي السّفلى ، فذلك الّذي أصاب سبيل الهدى ، و قام على الطّريق ، و
نوّر في قلبه اليقين . ( 373 ح ، 642 ) و في كلام آخر له ( ع ) يجري هذا المجرى : فمنهم المنكر للمنكر بيده و لسانه و قلبه ، فذلك
المستكمل لخصال الخير . و منهم المنكر بلسانه و قلبه و التّارك بيده ، فذلك
متمسّك بخصلتين من خصال الخير و مضيّع خصلة . و منهم المنكر بقلبه و التّارك
بيده و لسانه ، فذلك الّذي ضيّع أشرف الخصلتين من الثّلاث و تمسّك بواحدة . و
منهم تارك لانكار المنكر بلسانه و قلبه و يده ، فذلك ميّت الأحياء . و ما اعمال
البرّ كلّها و الجهاد في سبيل اللّه ، عند الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ،
إلاّ كنفثة في بحر لجّيّ . و إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لا يقرّبان
من اجل ، و لا ينقصان من رزق . و أفضل من ذلك كلّه كلمة عدل عند إمام جائر . ( 374 ح ، 642 ) و
عن ابي جحيفة قال : سمعت أمير المؤمنين ( ع ) يقول : أوّل ما تغلبون عليه من الجهاد ( بمعنى يحدث
أثرا شديدا عليكم اذا قمتم به ) ، الجهاد بأيدكم ، ثمّ بألسنتكم ، ثمّ
بقلوبكم . فمن لم يعرف بقلبه معروفا ، و لم ينكر منكرا ، قلب فجعل أعلاه أسفله ،
و أسفله أعلاه . ( 375 ح ، 643 ) |
|
( 91 ) التقية
|
|
قال الامام ( ع ) : و قال ( ع ) عن معاوية : ألا و إنّه سيأمركم بسبّي و
البراءة منّي ، فأمّا السّبّ فسبّوني ، فإنّه لي زكاة ، و لكم نجاة ، و أمّا
البراءة فلا تتبرّأوا منّي ، فإنّي ولدت على الفطرة ، و سبقت إلى الإيمان و
الهجرة . ( الخطبة 57 ، 113 ) و من
وصية له ( ع ) : صن دينك و علمنا
الّذي أودعناك ، و لا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد ، و استعمل التّقيّة في
دينك ، فإنّ اللّه يقول لاَ يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْليَاءَ
مِنْ دُونِ المُؤْمِنينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَي
ءٍ ، إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً و قد أذنت لك في تفضيل أعدائنا إن
ألجأك الخوف إليه ، و في إظهار البراءة إن حملك الوجل عليه ، و في ترك الصّلوات
المكتوبات إن خشيت على حشاشة نفسك الآفات و العاهات ، فإنّ تفضيلك أعدائنا عند
الخوف لا ينفعهم و لا يضرّنا ، و إظهارك البراءة منّا عند التّقيّة لا يقدح فينا
و لا ينقصنا ، و لئن تبرأ منّا ساعة بلسانك و أنت موال لنا بجنانك ، لتبقي على
نفسك روحها الّتي بها قوامها ، و مالها الّذي بين قيامها ، و جاهها الّذي به
تمسكها ، و تصون من عرف بذلك من أوليائنا و إخواننا ، فإنّ ذلك أفضل من أن
تتعرّض بالهلاك و تنقطع به عن عمل في الدّين ، و صلاح لإخوانك المؤمنين ، و إيّاك
ثمّ إيّاك أن تترك التّقيّة الّتي أمرتك بها . فإنّك شائط بدمك و دماء إخوانك ،
معرّض لنعمتك و نعمتهم للزّوال ، مذلّ لهم في أيدي أعداء اللّه ، و قد أمرك
اللّه باعزازهم ، فإنّك إن خالفت وصيّتي كان ضررك على إخوانك و نفسك أشدّ من ضرر
النّاصب لنا ، الكافر بنا . ( مستدرك 137 ) |
|
الفصل الحادي عشر العبادات
|
( 76 ) بعض العبادات و مقاصدها
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و قال ( ع ) في معرض حديثه عن الكبر و العجب : و عن
ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين ، بالصّلوات و الزّكوات و مجاهدة الصّيام في
الأيّام المفروضات ، تسكينا لأطرافهم ، و تخشيعا لأبصارهم ، و تذليلا لنفوسهم ،
و تخفيضا لقلوبهم ، و إذهابا للخيلاء عنهم . الصّلاة قربان
كلّ تقيّ ، و الحجّ جهاد كلّ ضعيف . و لكلّ شي ء زكاة ، و زكاة البدن الصّيام .
و جهاد المرأة حسن التّبعّل . ( 136 ح ، 592 ) فرض اللّه
الإيمان تطهيرا من الشّرك ، و الصّلاة تنزيها عن الكبر ، و الزّكاة تسبيبا
للرّزق ، و الصّيام ابتلاء لإخلاص الخلق ، و الحجّ تقربة للدّين ، و الجهاد عزّا
للاسلام . و الأمر بالمعروف مصلحة للعوامّ . و النّهي عن المنكر ردعا للسّفهاء .
و صلة الرّحم منماة للعدد . و القصاص حقنا للدّماء . و إقامة الحدود إعظاما
للمحارم . و ترك شرب الخمر تحصينا للعقل . و مجانبة السّرقة إيجابا للعفّة . و
ترك الزّنا تحصينا للنّسب . و ترك اللّواط تكثيرا للنّسل . و الشّهادة ( أي الاستشهاد ) استظهارا على المجاحدات . و ترك
الكذب تشريفا للصّدق . و السّلام أمانا من المخاوف . و الأمانات نظاما للأمة . و
الطّاعة تعظيما للإمامة . ( 252 ح ، 611 ) |
|
( 77 ) أداء الفرائض و النوافل
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : الفرائض الفرائض ، أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة .
إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول ، و أحلّ حلالا غير مدخول . . . ( الخطبة 165 ، 301 ) و من كتابه ( ع ) الى مالك الاشتر : أمره بتقوى اللّه
و إيثار طاعته ، و اتّباع ما أمر به في كتابه ، من فرائضه و سنّنه ، الّتي لا
يسعد أحد إلاّ باتّباعها ، و لا يشقى إلاّ مع جحودها و إضاعتها . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) و امض لكلّ يوم
عمله ، فإنّ لكلّ يوم ما فيه . و اجعل لنفسك فيما بينك و بين اللّه أفضل تلك
المواقيت ، و أجزل تلك الأقسام . و ان كانت كلّها للّه إذا صلحت فيها النّيّة ،
و سلمت منها الرّعيّة . و ليكن في خاصّة ما تخلص به للّه دينك : إقامة فرائضه
الّتي هي له خاصّة ، فأعط اللّه من بدنك في ليلك و نهارك . و وفّ ما تقرّبت به
إلى اللّه من ذلك كاملا غير مثلوم و لا منقوص ، بالغا من بدنك ما بلغ . ( الخطبة 292 ، 4 ، 533 ) . . . و خادع نفسك في العبادة ، و ارفق بها و لا تقهرها ، و خذ
عفوها ( أي وقت فراغها ) و نشاطها ، إلاّ ما كان
مكتوبا عليك من الفريضة ، فإنّه لا بدّ من قضائها ، و تعاهدها عند محلّها . ( الخطبة 308 ، 558 ) لا قربة
بالنّوافل إذا أضرّت بالفرائض ( كمن يصلي النافلة و
عليه قضاء صلوات سابقة ) . ( 39 ح ، 572 قال ( ع ) : إنّ اللّه افترض عليكم الفرائض ، فلا
تضيّعوها ، و حدّ لكم حدودا ، فلا تعتدوها . و نهاكم عن أشياء ، فلا تنتهكوها .
و سكت لكم عن أشياء و لم يدعها نسيانا ، فلا تتكلّفوها (
اي لا تكلفوا أنفسكم بها بعد ما سكت اللّه عنها ) . ( 105 ح ، 584 ) و لا عبادة كأداء
الفرائض . ( 113 ح ، 586 ) إذا أضرّت النّوافل بالفرائض فارفضوها . ( 279 ح ، 623 ) إنّ للقلوب
إقبالا و إدبارا ، فإذا أقبلت فاحملوها على النّوافل ، و إذا أدبرت فاقتصروا بها
على الفرائض . ( 312 ح ، 629 ) |
|
|
( 78 ) الدعاء و استجابته
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : يسألون من لا
تضيق لديه المنادح ، و لا يخيب عليه الرّاغبون . (
الخطبة 220 ، 422 ) فاعملوا و العمل
يرفع ، و التّوبة تنفع ، و الدّعاء يسمع . ( الخطبة 228
، 431 ) و اعلم أنّ الّذي
بيده خزائن السّموات و الأرض ، قد أذن لك في الدّعاء ، و تكفل لك بالإجابة ، و
أمرك أن تسأله ليعطيك ، و تسترحمه ليرحمك ، و لم يجعل بينك و بينه من يحجبك عنه
، و لم يلجئك إلى من يشفع لك إليه ، و لم يمنعك إن أسأت من التّوبة ، و لم
يعاجلك بالنّقمة ، و لم يعيّرك بالإنابة ، و لم يفضحك حيث الفضيحة بك أولى ، و
لم يشدّد عليك في قبول الإنابة ، و لم يناقشك بالجريمة ، و لم يؤيسك من الرّحمة
. بل جعل نزوعك عن الذّنب حسنة ، و حسب سيّئتك واحدة ، و حسب حسنتك عشرا ، و فتح
لك باب المتاب ، و باب الاستعتاب ، فإذا ناديته سمع نداك ، و إذا ناجيته علم
نجواك ، فأفضيت إليه بحاجتك ، و أبثثته ذات نفسك ، و شكوت إليه همومك ، و
استكشفته كروبك ، و استعنته على أمورك ، و سألته من خزائن رحمته ، ما لا يقدر
على إعطائه غيره ، من زيادة الأعمار ، و صحّة الأبدان ، و سعة الأرزاق . ثمّ جعل
في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته ، فمتى شئت استفتحت بالدّعاء
أبواب نعمته ، و استمطرت شآبيب رحمته . فلا يقنّطنّك إبطاء إجابته ، فانّ
العطيّة على قدر النّيّة . و ربّما أخّرت عنك الأجابة ، ليكون ذلك أعظم لأجر
السّائل ، و أجزل لعطاء الآمل . و ربّما سألت الشّي ء فلا تؤتاه ، و أوتيت خيرا
منه عاجلا أو آجلا ، أو صرف عنك لما هو خير لك . فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك
دينك لو أوتيته . فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله ، و ينفى عنك وباله . فالمال
لا يبقى لك و لا تبقى له . ( الخطبة 270 ، 2 ، 482 ) لا تتركوا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، فيولّى
عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم . ( الخطبة
286 ، 512 ) و ليس شي ء أدعى
إلى تغيير نعمة اللّه و تعجيل نقمته ، من إقامة على ظلم . فإنّ اللّه سميع دعوة
المضطهدين ، و هو للظّالمين بالمرصاد . ( الخطبة 292 ،
1 ، 519 ) قال (
ع ) لنوف البكالي : يا نوف ، طوبى
للزّاهدين في الدّنيا ، الرّاغبين في الآخرة . من أعطي أربعا لم
يحرم أربعا . من أعطي الدّعاء لم يحرم الإجابة . . . (
135 ح ، 592 ) . . . و ادفعوا أمواج البلاء بالدّعاء . ( 146 ح ، 593 ) إن أصابه بلاء
دعا مضطرّا ، و إن ناله رخاء أعرض مغترّا . ( 150 ح ،
596 ) ما المبتلى الّذي
قد اشتدّ به البلاء ، بأحوج إلى الدّعاء من المعافى الّذي لا يأمن البلاء . ( 302 ح ، 627 ) و قال ( ع ) عن عدم استجابة دعاء الفاسق : الدّاعي بلا
عمل كالرّامي بلا وتر . ( 337 ح ، 633 ) إذا كانت لك إلى
اللّه سبحانه حاجة ، فابدأ بمسألة الصّلاة على رسوله صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم ثمّ سل حاجتك . فإنّ اللّه أكرم من أن يسأل حاجتين ، فيقضي إحداهما و يمنع
الأخرى . ( 361 ح ، 638 ) ما كان اللّه
ليفتح على عبد باب الشّكر و يغلق عنه باب الزّيادة ، و لا ليفتح على عبد باب
الدّعاء و يغلق عنه باب الإجابة ، و لا ليفتح لعبد باب التّوبة و يغلق عنه باب
المغفرة . ( 435 ح ، 654 ) |
|
( 79 ) الأدعية و المناجاة و الابتهال
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : نسأل اللّه منازل الشّهداء ، و معايشة السّعداء ، و
مرافقة الأنبياء . ( الخطبة 23 ، 69 ) اللّهمّ إنّي قد
مللتهم و ملّوني ، و سئمتهم و سئموني ، فأبدلني بهم خيرا منهم ، و أبدلهم بي
شرّا منّي . اللّهمّ مث قلوبهم كما يماث الملح في الماء . ( الخطبة 25 ، 72 ) من
دعاء له ( ع ) دعا به عند تأهبه للسفر : اللّهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر ( أي مشقته
) ، و كآبة المنقلب ، و سوء المنظر في الأهل و المال و الولد . اللّهمّ
انت الصّاحب في السّفر ، و أنت الخليفة في الأهل ، و لا يجمعهما غيرك . لأنّ
المستخلف لا يكون مستصحبا ، و المستصحب لا يكون مستخلفا . الخطبة 46 ، 103 ) نسأل اللّه
سبحانه أن يجعلنا و إيّاكم ممّن لا تبطره نعمة ، و لا تقصّر به عن طاعة ربّه
غاية . و لا تحلّ به بعد الموت ندامة و لا كآبة . (
الخطبة 62 ، 118 ) من كلام له ( ع )
و قد رأى الرسول ( ص ) في منامه ، في سحرة اليوم الذي ضرب فيه ، فشكا له حاله من
أمته . فقال ( ص ) : ادع عليهم . فقال عليه
السلام : ابدلني اللّه بهم خيرا منهم ، و ابدلهم بي شرّا لهم منّي . ( الخطبة 68 ، 124 ) اللّهمّ داحي
المدحوّات ، و داعم المسموكات و جابل القلوب على فطرتها : شقيّها و سعيدها . من خطبة له ( ع ) علّم فيها الناس الصلاة على النبي ( ص ) و
الدعاء له : اللّهمّ افسح له مفسحا في ظلّك ، و اجزه مضاعفات الخير من
فضلك . اللّهمّ و اعل على بناء البانين بناءه ، و اكرم لديك منزلته ، و أتمم له
نوره . و اجزه من ابتعاثك له مقبول الشّهادة ، مرضيّ المقالة . ذا منطق عدل ، و
خطبة فصل . اللّهمّ اجمع بيننا و بينه في برد العيش ، و قرار النّعمة ، و منى
الشّهوات ، و أهواء اللّذّات ، و رخاء الدّعة ، و منتهى الطّمأنينة ، و تحف
الكرامة . ( الخطبة 70 ، 127 ) اللّهمّ اغفر لي
ما أنت أعلم به منّي ، فإن عدت فعد عليّ بالمغفرة . اللّهمّ اغفر لي ما وأيت ( أي وعدت ) من نفسي ، و لم تجد له وفاء عندي .
اللّهمّ اغفر لي ما تقرّبت به إليك بلساني ، ثمّ خالفه قلبي . اللّهمّ اغفر لي
رمزات الألحاظ ، و سقطات الألفاظ ، و شهوات الجنان ، و هفوات اللّسان . ( الخطبة 76 ، 132 ) و قال
( ع ) في آخر خطبة الاشباح يدعو ربه : اللّهمّ أنت أهل الوصف الجميل و التّعداد الكثير . إن تؤمّل فخير مأمول ، و
إن ترج فخير مرجوّ . اللّهمّ و قد بسطت لي فيما لا أمدح به غيرك ، و لا أثني به
على أحد سواك ، و لا أوجّهه إلى معادن الخيبة و مواضع الرّيبة . نحمده على ما كان
، و نستعينه من أمرنا على ما يكون ، و نسأله المعافاة في الأديان ، كما نسأله
المعافاة في الأبدان . ( الخطبة 97 ، 191 ) و قال ( ع ) في ذكر النبي ( ص ) : اللّهمّ اقسم له
مقسما من عدلك ، و اجزه مضعّفات الخير من فضلك . اللّهمّ أعل على بناء البانين
بناءه ، و أكرم لديك نزله ، و شرّف عندك منزله ، و آته الوسيلة ، و أعطه السّناء
( اي الرفعة ) و الفضيلة ، و احشرنا في زمرته
غير خزايا ، و لا نادمين ، و لا ناكبين ، و لا ناكثين ، و لا ضالّين ، و لا
مضلّين و لا مفتونين . ( الخطبة 104 ، 204 ) جعلنا اللّه و
إيّاكم ممّن يسعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته . (
الخطبة 163 ، 298 ) و قال
( ع ) لما عزم على لقاء القوم بصفين : اللّهمّ ربّ السّقف المرفوع و الجوّ المكفوف ، الّذي جعلته مغيضا للّيل و
النّهار ، و مجرى للشّمس و القمر ، و مختلفا للنّجوم السّيّارة . اللّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون ، و اجعلني أفضل ممّا
يظنّون ، و اغفر لي ما لا يعلمون . ( الخطبة 191 ، 378
) و من كلام له ( ع ) عن أصحاب صفين : اللّهمّ احقن
دماءنا و دماءهم ، و أصلح ذات بيننا و بينهم ، و اهدهم من ضلالتهم ، حتّى يعرف
الحقّ من جهله ، و يرعوي عن الغيّ و العدوان من لهج به . ( الخطبة 204 ، 398 ) و من دعاء له ( ع ) كان يدعو به كثيرا : الحمد للّه
الّذي لم يصبح بي ميّتا و لا سقيما ، و لا مضروبا على عروقي بسوء ، و لا مأخوذا
بأسوإ عملي ، و لا مقطوعا دابري . و لا مرتدّا عن ديني ، و لا منكرا لربّي . و
لا مستوحشا من إيماني ، و لا ملتبسا عقلي . و لا معذّبا بعذاب الأمم من قبلي .
أصبحت عبدا مملوكا ظالما لنفسي . لك الحجّة عليّ و لا حجّة لي . و لا أستطيع أن
آخذ إلاّ ما أعطيتني ، و لا أتّقي إلاّ ما وقيتني . اللّهمّ صن وجهي
باليسار ( أي بالغنى ) ، و لا تبذل جاهي
بالإقتار ، فأسترزق طالبي رزقك ، و أستعطف شرار خلقك . و أبتلى بحمد من أعطاني ،
و أفتتن بذمّ من منعني . و أنت من وراء ذلك كلّه وليّ الإعطاء و المنع [ إنّك على كلّ شي ء قدير ] .
( الخطبة 223 ، 427 ) اللّهمّ إنّك آنس
الآنسين لأوليائك ، و أحضرهم بالكفاية للمتوكلّين عليك . تشاهدهم في سرائرهم ، و
تطّلع عليهم في ضمائرهم ، و تعلم مبلغ بصائرهم . فأسرارهم لك مكشوفة ، و قلوبهم
إليك ملهوفة . إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك . و إن صبّت عليهم المصائب لجاؤا
إلى الاستجارة بك ، علما بأنّ أزمّة الأمور بيدك ، و مصادرها عن قضائك . و كان
( ع ) يقول اذا لقي العدو محاربا : اللّهمّ إليك أفضت القلوب ، و مدّت الأعناق ، و شخصت الأبصار ، و نقلت
الأقدام ، و انضيت الأبدان . اللّهمّ قد صرّح مكنون الشّنآن ، و جاشت مراجل
الأضغان اللّهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا ، و كثرة عدوّنا و تشتّت أهوائنا
رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ
الْفَاتِحِينَ ( الخطبة 254 ، 454 ) أسأل اللّه تعالى
أن يجعل لي منهم فرجا عاجلا . ( الخطبة 274 ، 493 ) و يختم الامام ( ع ) عهده لمالك الاشتر بقوله : و أنا
أسأل اللّه بسعة رحمته ، و عظيم قدرته على إعطاء كلّ رغبة ، أن يوفّقني و إيّاك
لما فيه رضاه ، من الإقامة على العذر الواضح إليه و إلى خلقه ، مع حسن الثّناء
في العباد ، و جميل الأثر في البلاد ، و تمام النّعمة ، و تضعيف الكرامة ، و أن
يختم لي و لك بالسّعادة و الشّهادة ، إنّا إليه راجعون . و السّلام على رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الطّيّبين الطّاهرين ، و سلّم تسليما كثيرا
، و السّلام . ( الخطبة 292 ، 5 ، 540 ) و قال
( ع ) و قد مدحه قوم في وجهه : اللّهمّ
إنّك أعلم بي من نفسي ، و أنا أعلم بنفسي منهم . اللّهمّ اجعلنا خيرا ممّا
يظنّون ، و اغفر لنا ما لا يعلمون . ( 100 ح ، 582 ) اللّهمّ إنّي أعوذ بك من ان تحسّن في لامعة العيون
علانيتي ، و تقبّح فيما أبطن لك سريرتي ، محافظا على رئاء النّاس من نفسي ،
بجميع ما أنت مطّلع عليه منّي ، فأبدي للنّاس حسن ظاهري ، و أفضي إليك بسوء عملي
، تقرّبا إلى عبادك و تباعدا من مرضاتك . ( 276 ح ، 622
) الدّاعي بلا عمل
، كالرّامي بلا وتر . ( 337 ح ، 633 ) |
|
( 80 ) أدعية الاستسقاء
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : من خطبة له ( ع ) ينبه فيها العباد على لزوم الدعاء و
الاستغاثة اذا احتبس عنهم المطر : الا و إنّ الأرض الّتي تقلّكم ، و
السّماء الّتي تظّلكم ، مطيعتان لربّكم . و ما أصبحتا تجودان لكم ببركتهما
توجّعا لكم ، و لا زلفة إليكم ، و لا لخير ترجوانه منكم . و لكن أمرتا بمنافعكم
فأطاعتا ، و أقيمتا على حدود مصالحكم فقامتا . و قال
( ع ) في دعاء استسقى به : أللّهمّ اسقنا
ذلل السّحاب دون صعابها ( شبه السحاب ذات الرعود و
البروق و الرياح و الصواعق بالابل الصعاب ) . (
472 ح ، 661 ) |
|
( 81 ) الصلاة و إقامتها
|
|
يراجع المبحث 76 بعض العبادات و مقاصدها . قال ( ع ) : أللّهمّ إنّي أوّل من أناب ، و سمع و أجاب
. لم يسبقني إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالصّلاة . ( الخطبة 129 ، 242 ) و عن ذلك ما حرس
اللّه عباده المؤمنين بالصّلوات و الزّكوات . . . (
الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) تعاهدوا أمر الصّلاة ، و حافظوا عليها و استكثروا منها ،
و تقرّبوا بها ، فإنّها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا . ألا تسمعون إلى جواب
أهل النّار حين سئلوا مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ؟ قَالُوا : لَمْ نُكُ مِنَ
المُصَلِّينَ . و إنّها لتحتّ الذّنوب حتّ الورق ، و تطلقها إطلاق الرّبق ( حبل فيه عدة عرى واحدتها ربقة ) . و شبّهها رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالحمّة ( النبعة
الساخنة تجعل للاستشفاء ) تكون على باب الرّجل . فهو يغتسل منها في اليوم
و اللّيلة خمس مرّات . فما عسى أن يبقى عليه من الدّرن ؟ و قد عرف حقّها رجال من
المؤمنين ، الّذين لا تشغلهم عنها زينة متاع ، و لا قرّة عين من ولد و لا مال .
يقول اللّه سبحانه رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ
اللّهِ وَ إِقَامِ الصَّلاَةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ . و كان رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم نصبا بالصّلاة ( أي يتعب من
كثرة الصلاة ) بعد التّبشير له بالجنّة ، لقول اللّه سبحانه وَ أمُرْ
أَهْْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا ، فكان يأمر أهله و يصبر عليها
نفسه . ( الخطبة 197 ، 392 ) من عهد
له ( ع ) الى محمد بن أبي بكر : صلّ
الصّلاة لوقتها المؤقّت لها . و لا تعجّل وقتها لفراغ ، و لا تؤخّرها عن وقتها
لاشتغال . و اعلم أنّ كلّ شي ء من عملك تبع لصلاتك . (
الخطبة 266 ، 466 ) و قال ( ع ) من وصيته لابنيه الحسن و الحسين ( ع ) :
فإنّي سمعت جدّكما صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول :
« صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصّلاة و الصّيام » . (
الخطبة 286 ، 511 ) و اللّه اللّه في
الصّلاة ، فإنّها عمود دينكم . ( الخطبة 286 ، 511 ) من
كتاب له ( ع ) الى امراء البلاد في معنى الصلاة و فيها يحدد مواقيتها : أمّا بعد ، فصلّوا بالنّاس الظّهر حتّى تفي ء الشّمس من
مربض العنز ( يقصد حتى يصير ظل كل شي ء مثله ) .
و صلّوا بهم العصر و الشّمس بيضاء حيّة ، في عضو من النّهار حين يسار فيها
فرسخان . و صلّوا بهم المغرب حين يفطر الصّائم و يدفع الحاجّ إلى منى . و صلّوا
بهم العشاء حين يتوارى الشّفق إلى ثلث اللّيل . و صلّوا بهم الغداة ( أي الصبح ) و الرّجل يعرف وجه صاحبه . و صلّوا بهم
صلاة أضعفهم و لا تكونوا فتّانين . ( توضيح : ان المواقيت التي ذكرها الامام ( ع ) هي المواقيت التي كان
الناس قد ساروا عليها في خلافة الخلفاء الذين سبقوه ، و هي رغم انها غير
مطابقة لمذهب أهل البيت ( ع ) الا ان الامام ( ع )
آثر ابقاءها دفعا لقيام الفتن و طمعا في تخفيف الخلافات ، ريثما يتم له تثبيت الامور الاساسية ) . ( الخطبة 291 ، 516 ) و قال ( ع ) في وصيته لمالك الاشتر : و إذا قمت في
صلاتك للنّاس فلا تكوننّ منفّرا و لا مضيّعا ، فانّ في النّاس من به العلّة و له
الحاجة . و قد سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين وجّهني إلى
اليمن كيف أصلّي بهم ؟ فقال : « صلّ بهم كصلاة أضعفهم ، و كن بالمؤمنين رحيما »
. ( الخطبة 292 ، 4 ، 534 ) . . . و لا تسافر في يوم جمعة حتّى تشهد الصّلاة ، إلاّ فاصلا ( أي ذاهبا ) في سبيل اللّه ، أو في امر تعذر به . ( الخطبة 308 ، 557 ) و سمع ( ع ) رجلا من الخوارج يتهجد و يقرأ ، فقال ( ع ) :
نوم على يقين . خير من صلاة في شكّ . ( 297 ح ، 582 )
الصّلاة قربان كلّ تقيّ ، و الحجّ جهاد كلّ ضعيف . و لكلّ
شي ء زكاة ، و زكاة البّدن الصّيام . و جهاد المرأة حسن التّبعل . ( 136 ح ، 592 ) كم من صائم ليس
له من صيامه إلاّ الجوع و الظّمأ ، و كم من قائم ليس له من قيامه إلاّ السّهر و
العناء . حبّذا نوم الأكياس و إفطارهم ( الاكياس هم
العقلاء العارفون ، يكون نومهم و فطرهم أفضل من صوم الحمقى و قيامهم ) . ( 145 ح ، 593 ) . . . و الصّلاة تنزيها عن الكبر . (
252 ح ، 611 ) و قال
( ع ) : ما أهمّني ذنب أمهلت بعده ، حتّى أصلّي ركعتين ، و أسأل
اللّه العافية . ( 299 ح ، 626 و قال
( ع ) في بعض الاعياد : إنّما هو عيد
لمن قبل اللّه صيامه و شكر قيامه . و كلّ يوم لا يعصى اللّه فيه فهو عيد . ( 428 ح ، 653 ) الفرق بين المؤمن و الكافر الصّلاة ، فمن تركها و ادّعى
الإيمان ، كذّبه فعله ، و كان عليه شاهد من نفسه . (
380 حديد ) الصّلاة صابون
الخطايا . ( 598 حديد ) من لم يأخذ أهبة الصّلاة قبل وقتها ، فما وقّرها . ( 768 حديد ) اختبروا شيعتي بخصلتين : المحافظة على أوقات الصّلاة ،
و المواساة لاخوانهم بالمال ، فإن لم تكونا فاعزب ثمّ اعزب . ( مستدرك 163 ) |
|
. . التهجد ( العبادة و الصلاة ليلا )
|
|
يراجع المبحث ( 75 ) عالم العبادة و المتعبدين
. |
|
( 82 ) الصيام
|
|
يراجع
المبحث ( 81 ) السابق قال الإمام علي ( ع ) : . . . و صوم شهر رمضان فإنّه جنّة من العقاب . ( الخطبة
108 ، 213 ) و قال ( ع ) عن أصحابه الاوفياء : مره العيون من البكاء ، خمص البطون من الصّيام ، ذبل
الشّفاه من الدّعاء . ( الخطبة 119 ، 230 ) و عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين
بالصّلوات و الزّكوات ، و مجاهدة الصّيام في الأيّام المفروضات . ( الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) و قال ( ع ) من وصيته لابنيه الحسن و الحسين (
ع ) : فإنّي سمعت جدّكما صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول :
« صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصّلاة و الصّيام » . (
الخطبة 286 ، 511 ) و صلّوا بهم المغرب حين يفطر الصّائم ، و يدفع
الحاجّ إلى منى . ( الخطبة 291 ، 516 ) و لكلّ شي ء زكاة ، و زكاة البدن الصّيام . ( 136 ح ، 592 ) كم من صائم
ليس له من صيامه إلاّ الجوع و الظّمأ ، و كم من قائم ليس له من قيامه إلاّ
السّهر و العناء . حبّذا نوم الأكياس و إفطارهم (
الاكياس هم العقلاء العارفون ، يكون نومهم و فطرهم أفضل من صوم الحمقى و قيامهم
) . ( 145 ح ، 593 ) و الصّيام ابتلاء لاخلاص الخلق . ( 252 ح ، 611 ) و قال ( ع ) في بعض
الاعياد : إنّما هو عيد لمن قبل اللّه صيامه و شكر قيامه . و كلّ يوم لا
يعصى اللّه فيه فهو عيد . ( 428 ح ، 653 ) الصّوم عبادة بين العبد و خالقه ، لا يطّلع
عليها غيره ، و كذلك لا يجّازي عنها غيره . ( 385 حديد
) ليس الصّوم الإمساك عن المأكل و المشرّب ،
الصّوم الإمساك عن كلّ ما يكرهه اللّه سبحانه . ( 417
حديد ) |
|
( 83 ) الزكاة و الخمس و الصدقة
|
|
يراجع
المبحث ( 76 ) بعض العبادات و مقاصدها قال الإمام علي ( ع ) : و عن ذلك ما حرس اللّه عباده المؤمنين
بالصّلوات و الزّكوات . . . مع ما في الزّكاة من
صرف ثمرات الأرض و غير ذلك الى أهل المسكنة و الفقر . (
الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) و قال ( ع ) عن أن
الزكاة يجب أن تكون عن طيب نفس : ثمّ إنّ الزّكاة جعلت مع الصّلاة قربانا
لأهل الإسلام . فمن أعطاها طيّب النّفس بها ، فإنّها تجعل له كفّارة ، و من
النّار حجازا و وقاية . فلا يتبعنّها أحد نفسه ، و لا يكثرنّ عليها لهفه . فإنّ
من أعطاها غير طيّب النّفس بها ، يرجو بها ما هو أفضل منها ، فهو جاهل بالسّنّة
، مغبون الأجر ، ضالّ العمل ، طويل النّدم . ( الخطبة
197 ، 393 ) الصّدقة دواء منجح . و أعمال العباد في عاجلهم ، نصب أعينهم في آجلهم . ( 6 ح ، 566 ) و لكلّ شي ء زكاة ، و زكاة البدن الصّيام . ( 136 ح
، 592 ) استنزلوا الرّزق بالصّدقة . ( 137 ح ، 592 ) سوسوا إيمانكم بالصّدقة ، و حصّنوا أموالكم
بالزّكاة ، و ادفعوا أمواج البلاء بالدّعاء . ( 146 ح ،
593 ) إذا أملّقتم فتاجروا اللّه بالصّدقة . ( 258 ح ، 612 ) إنّ الرّجل إذا كان له الدّين الظّنون ( أي الذي لا يعلم صاحبه ، أيقبضه من الذي هو عليه ، أم لا ،
فمرة يرجوه و مرة لا يرجوه ) ، يجب عليه أن يزكّيه ، لما مضى ، إذا قبضه ( أي اذا قبضه فانه يزكيه عن كل الاعوام السابقة ) . ( 6 غريب كلامه 615 ) و قال ( ع ) :
إنّ القرآن أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأموال أربعة : و قال ( ع ) عن
الزكاة : إنّ اللّه سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء . و قال ( ع ) لغالب بن
صعصعة ابي الفرزدق ، في كلام دار بينهما : ما فعلت إبلك الكثيرة ؟ و
قال ( ع ) يأتي على
النّاس زمان عضوض ( أي شديد ) يعضّ الموسر فيه
على ما في يديه ، و لم يؤمر بذلك ، قال اللّه سبحانه وَ لاَ تَنْسُوا الفَضْلَ
بَيْنَكُمْ ( 468 ح ، 660 ) الزكاة نقص في الصّورة ، و زيادة في المعنى . ( 416 حديد ) |
|
( 84 ) مكة المكرمة و الكعبة المشرفة و
الحج
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : من
خطبة له ( ع ) في ذكر يوم النحر و صفة الأضحية : . . . و حجّ البيت و اعتماره ، فإنّهما ينفيان الفقر و يرحضان الذّنب . ( الخطبة 108 ، 213 ) ألا
ترون أنّ اللّه سبحانه : إختبر الأوّلين
من لدن آدم صلوات اللّه عليه ، إلى الآخرين من هذا العالم ، بأحجار لا تضرّ و لا
تنفع و لا تبصر و لا تسمع ، فجعلها بيته الحرام الّذي جعله للنّاس قياما . ثمّ
وضعه بأوعر بقاع الأرض حجرا ، و أقلّ نتائق الدّنيا مدرا . و اللّه اللّه في بيت ربّكم ، لا تخلّوه ما بقيتم ، فإنّه
إن ترك لم تناظروا . ( الخطبة 286 ، 511 ) و صلّوا بهم
المغرب حين يفطر الصّائم ، و يدفع الحاجّ إلى منى . (
الخطبة 291 ، 516 ) و من كتاب له ( ع ) الى قثم بن العباس ، و هو عامله على مكة :
أمّا بعد ، فأقم للنّاس الحجّ ، و ذكّرهم بأيّام اللّه .
. . و مر أهل مكّة أن لا ياخذوا من ساكن أجرا ، فإنّ
اللّه سبحانه يقول سَوَاءً العَاكِفُ فِيهِ وَ البادِ فالعاكف المقيم به
، و البادي الّذي يحجّ إليه من غير أهله . وفّقنا اللّه و إيّاكم لمحابّه ( أي مواضع محبته ) و السّلام . الخطبة 306 ، 555 ) الصّلاة قربان كلّ تقيّ ، و الحجّ جهاد كلّ ضعيف . ( 136 ح ، 592 ) . . . و الحجّ تقربة للدّين . ( 252 ح
، 611 ) |
|
( 85 ) الجهاد
|
|
مدخل :
|
|
الجهاد في الاسلام هو رأس العبادات و قمة تعاليم الاسلام
. و له مظاهر متنوعة منها الجهاد الاكبر و الجهاد الاصغر . فأما الجهاد الاكبر فهو جهاد النفس . و أما الجهاد الاصغر فهو أنواع منها : العمل على اصلاح
الغير بالامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و منها كره الكافرين و محاربتهم . |
|
النصوص :
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : إنّ أفضل ما
توسّل به المتوسّلون إلى اللّه سبحانه و تعالى : الإيمان به و برسوله ، و الجهاد
في سبيله ، فإنّه ذروة الأسلام . ( الخطبة 108 ، 213 ) الجنّة تحت أطراف
العوالي ( أي الرماح ) . ( الخطبة 122 ، 233 ) و جاهد في اللّه
حقّ جهاده ، و لا تأخذك في اللّه لومة لائم . ( الخطبة
270 ، 1 ، 475 ) و اللّه اللّه في
الجهاد بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم ، في سبيل اللّه . (
الخطبة 286 ، 511 ) |
|
( 86 ) ترك الجهاد
|
|
و قال الإمام علي ( ع ) : |
|
( 87 ) الجهاد على أربع شعب
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : |
|
( 88 ) الجهاد باليد و اللسان و القلب
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و من كتاب له ( ع ) لمالك الاشتر : و أن ينصر اللّه
سبحانه بيده و قلبه و لسانه ، فإنّه جلّ اسمه ، قد تكفّل بنصر من نصره ، و إعزاز
من أعزّه . ( الخطبة 292 ، 1 ، 517 ) أيّها المؤمنون ،
إنّه من رأى عدوانا يعمل به ، و منكرا يدعى إليه ، فأنكره بقلبه فقد سلم و برى ء
، و من أنكره بلسانه فقد أجر ، و هو أفضل من صاحبه ، و من أنكره بالسّيف لتكون
كلمة اللّه هي العليا و كلمة الظّالمين هي السّفلى ، فذلك الّذي أصاب سبيل الهدى
، و قام على الطّريق ، و نوّر في قلبه اليقين . (
373 ح ، 642 ) و في كلام آخر له ( ع ) يجري هذا المجرى : فمنهم
المنكر للمنكر بيده و لسانه و قلبه ، فذلك المستكمل لخصال الخير . و منهم المنكر
بلسانه و قلبه و التّارك بيده ، فذلك متمسّك بخصلتين من خصال الخير و مضيّع خصلة
. و منهم المنكر بقلبه و التّارك بيده و لسانه ، فذلك الّذي ضيّع أشرف الخصلتين
من الثّلاث و تمسّك بواحدة . و منهم تارك لإنكار المنكر بلسانه و قلبه و يده ،
فذلك ميّت الأحياء ( 374 ح ، 642 ) و عن
ابي جحيفة قال : سمعت أمير المؤمنين ( ع ) يقول : أوّل ما تغلبون عليه من الجهاد ( بمعنى يحدث أثرا
شديدا عليكم اذا قمتم به ) ، الجهاد بأيديكم ثمّ بألسنتكم ، ثمّ بقلوبكم
. فمن لم يعرف بقلبه معروفا ، و لم ينكر منكرا ، قلب فجعل أعلاه أسفله ، و أسفله
أعلاه . ( 375 ح ، 643 ) |
|
( 89 ) إن تنصروا اللّه ينصركم
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : و أنفقوا أموالكم ، و خذوا من أجسادكم فجودوا بها على
أنفسكم ، و لا تبخلوا بها عنها ، فقد قال اللّه سبحانه
: إنْ تَنْصُرُوا اللّهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ . و قال تعالى : |
|
( 90 ) القعود و النهوض القعود في محله
جهاد أكبر
|
|
قال الإمام علي ( ع ) : أيّها النّاس ، شقّوا أمواج الفتن بسفن النّجاة ، و
عرّجوا عن طريق المنافرة ، و ضعوا تيجان المفاخرة . أفلح من نهض بجناح ، أو
استسلم فأراح . ( الخطبة 5 ، 47 ) إلزموا الأرض ، و
اصبروا على البلاء . و لا تحرّكوا بأيديكم و سيوفكم في هوى ألسنتكم ، و لا
تستعجلوا بما لم يعجّله اللّه لكم . فإنّه من مات منكم على فراشه و هو على معرفة
حقّ ربّه و حقّ رسوله و أهل بيته ، مات شهيدا و وقع أجره على اللّه . و قال ( ع ) عن مالك الاشتر : فإن أمركم أن تنفروا
فانفروا ، و إن أمركم أن تقيموا فأقيموا . فإنّه لا يقدم و لا يحجم ، و لا يؤخّر
و لا يقدّم ، إلاّ عن أمري . ( الخطبة 277 ، 496 ) |
|
( 91 ) الامر بالمعروف و النهي عن المنكر
|
|
يراجع
المبحث ( 88 ) الجهاد باليد و اللسان و القلب قال الإمام علي ( ع ) : المعروف فيهم ما عرفوا ، و المنكر عندهم ما
أنكروا . ( الخطبة 86 ، 157 ) قال ( ع ) : و
انهوا عن المنكر و تناهوا عنه ، فإنّما أمرتم بالنّهي بعد التّناهي . ( الخطبة 103 ، 201 ) ظهر الفساد ، فلا منكر مغيّر ، و لا زاجر
مزدجر . . . لعن اللّه الآمرين بالمعروف ،
التّاركين له . و النّاهين عن المنكر العاملين به . (
الخطبة 127 ، 240 ) و قال ( ع ) عن
الزمان المقبل : و لا في البلاد شي ء أنكر من المعروف ، و لا أعرف من
المنكر . ( الخطبة 145 ، 258 ) فو اللّه لو لم يصيبوا من المسلمين ، إلاّ
رجلا واحدا معتمدين لقتله ، بلا جرم جرّه ، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه ، إذ
حضروه فلم ينكروا ، و لم يدفعوا عنه بلسان و لا بيد . و إنّ عندكم الأمثال من بأس اللّه و قوارعه ،
و أيّامه و وقائعه ، فلا تستبطئوا وعيده جهلا بأخذه ، و تهاونا ببطشه ، و يأسا
من بأسه . فإنّ اللّه سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيدكم ، إلاّ لتركهم
الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر . فلعن اللّه السّفهاء لركوب المعاصي ، و
الحلماء لترك التّناهي . ( الخطبة 190 ، 4 ، 372 ) أيّها النّاس ، إنّما يجمع النّاس ( أي يجمعهم في استحقاق العقاب ) الرّضا ( أي بالمنكر ) و السّخط . و إنّما عقر ناقة ثمود رجل
واحد ، فعمّهم اللّه بالعذاب لمّا عمّوه بالرّضا . فقال سبحانه فَعَقَرُوهَا
فَأَصْبَحُوا نَادِمينَ . فما كان إلاّ أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السّكّة
المحماة ( أي المحراث ) في الأرض الخوّارة ( أي اللينة ) . ( الخطبة 199
، 395 ) و يأمرون بالقسط و يأتمرون به ، و ينهون عن المنكر و يتناهون عنه . ( الخطبة 220 ، 421 ) و قال ( ع ) في وصيته لابنه الحسن ( ع ) : و أمر بالمعروف تكن من أهله ، و أنكر المنكر بيدك و
لسانك ، و باين من فعله بجهدك . و جاهد في اللّه حقّ جهاده ، و لا تأخذك في
اللّه لومة لائم . ( الخطبة 270 ، 1 ، 475 ) فضرب الجور سرادقه على البرّ و الفاجر ، و
المقيم و الظّاعن ، فلا معروف يستراح إليه ، و لا منكر يتناهى عنه . ( الخطبة 277 ، 495 ) لا تتركوا الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر
فيولّى عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم . (
الخطبة 286 ، 512 ) و الجهاد منها على
أربع شعب : على الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، و الصّدق في المواطن
( أي مواطن القتال ) و شنآن الفاسقين ( أي كرههم ) . فمن أمر بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين ،
و من نهى عن المنكر أرغم أنوف الكافرين . و من صدق في المواطن قضى ما عليه . و
من شني ء الفاسقين و غضب للّه ، غضب اللّه له و أرضاه يوم القيامة . ( 30 ح ، 570 ) الرّاضي
بفعل قوم كالدّاخل فيه معهم . و على كلّ داخل في باطل إثمان : إثم العمل به ، و إثم الرّضى به . ( 154 ح ، 597 ) و الأمر بالمعروف مصلحة للعوامّ ، و النّهي عن
المنكر ردعا للسّفهاء . ( 252 ح ، 611 ) و قال ( ع ) لاصحابه
يوم لقوا أهل الشام : أيّها المؤمنون ، إنّه من رأى عدوانا يعمل به و
منكرا يدعى إليه ، فأنكره بقلبه فقد سلم و برى ء . و من أنكره بلسانه فقد أجر ،
و هو أفضل من صاحبه . و من أنكره بالسّيف لتكون كلمة اللّه هي العليا و كلمة
الظّالمين هي السّفلى ، فذلك الّذي أصاب سبيل الهدى ، و قام على الطّريق ، و
نوّر في قلبه اليقين . ( 373 ح ، 642 ) و في كلام آخر له ( ع ) يجري هذا المجرى : فمنهم المنكر للمنكر بيده و لسانه و قلبه ، فذلك
المستكمل لخصال الخير . و منهم المنكر بلسانه و قلبه و التّارك بيده ، فذلك
متمسّك بخصلتين من خصال الخير و مضيّع خصلة . و منهم المنكر بقلبه و التّارك
بيده و لسانه ، فذلك الّذي ضيّع أشرف الخصلتين من الثّلاث و تمسّك بواحدة . و
منهم تارك لانكار المنكر بلسانه و قلبه و يده ، فذلك ميّت الأحياء . و ما اعمال
البرّ كلّها و الجهاد في سبيل اللّه ، عند الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ،
إلاّ كنفثة في بحر لجّيّ . و إنّ الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لا يقرّبان
من اجل ، و لا ينقصان من رزق . و أفضل من ذلك كلّه كلمة عدل عند إمام جائر . ( 374 ح ، 642 ) و
عن ابي جحيفة قال : سمعت أمير المؤمنين ( ع ) يقول : أوّل ما تغلبون عليه من الجهاد ( بمعنى يحدث
أثرا شديدا عليكم اذا قمتم به ) ، الجهاد بأيدكم ، ثمّ بألسنتكم ، ثمّ
بقلوبكم . فمن لم يعرف بقلبه معروفا ، و لم ينكر منكرا ، قلب فجعل أعلاه أسفله ،
و أسفله أعلاه . ( 375 ح ، 643 ) |
|
( 91 ) التقية
|
|
قال الامام ( ع ) : و قال ( ع ) عن معاوية : ألا و إنّه سيأمركم بسبّي و
البراءة منّي ، فأمّا السّبّ فسبّوني ، فإنّه لي زكاة ، و لكم نجاة ، و أمّا
البراءة فلا تتبرّأوا منّي ، فإنّي ولدت على الفطرة ، و سبقت إلى الإيمان و
الهجرة . ( الخطبة 57 ، 113 ) و من
وصية له ( ع ) : صن دينك و علمنا
الّذي أودعناك ، و لا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد ، و استعمل التّقيّة في
دينك ، فإنّ اللّه يقول لاَ يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْليَاءَ
مِنْ دُونِ المُؤْمِنينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَي
ءٍ ، إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً و قد أذنت لك في تفضيل أعدائنا إن
ألجأك الخوف إليه ، و في إظهار البراءة إن حملك الوجل عليه ، و في ترك الصّلوات
المكتوبات إن خشيت على حشاشة نفسك الآفات و العاهات ، فإنّ تفضيلك أعدائنا عند
الخوف لا ينفعهم و لا يضرّنا ، و إظهارك البراءة منّا عند التّقيّة لا يقدح فينا
و لا ينقصنا ، و لئن تبرأ منّا ساعة بلسانك و أنت موال لنا بجنانك ، لتبقي على
نفسك روحها الّتي بها قوامها ، و مالها الّذي بين قيامها ، و جاهها الّذي به
تمسكها ، و تصون من عرف بذلك من أوليائنا و إخواننا ، فإنّ ذلك أفضل من أن
تتعرّض بالهلاك و تنقطع به عن عمل في الدّين ، و صلاح لإخوانك المؤمنين ، و إيّاك
ثمّ إيّاك أن تترك التّقيّة الّتي أمرتك بها . فإنّك شائط بدمك و دماء إخوانك ،
معرّض لنعمتك و نعمتهم للزّوال ، مذلّ لهم في أيدي أعداء اللّه ، و قد أمرك
اللّه باعزازهم ، فإنّك إن خالفت وصيّتي كان ضررك على إخوانك و نفسك أشدّ من ضرر
النّاصب لنا ، الكافر بنا . ( مستدرك 137 ) |