العدل الإلهي

العدل الإلهي المرتفع عن ظلم عباده

الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لاتُدْرِكُهُ الشَّواهِدُ، وَلاتَحْوِيِه الْمَشاهِدُ، وَلاتَراهُ النَّواظِرُ، وَلاتَحْجُبُهُ السَّواتِرُ، الدّالِّ عَلى قِدَمِهِ ِحُدُوثِ خَلْقِهِ، وَبِحُدُوثِ خَلْقِهِ عَلى وُجُودِهِ، وَبِاشْتِباهِهِمْ عَلى أَنْ لاشِبْهَ لَهُ، الَّذِي صَدَقَ فِي مِيعادِهِ، وَارْتَفَعَ عَنْ ظُلْمِ عِبادِهِ، وَقامَ بِالْقِسْطِ فِي خَلْقِهِ، وَعَدَلَ عَلَيْهِمْ فِي حُكْمِهِ...  [الخطبة: '١٨٥'- الاحتجاج للطبرسي: ٣٠٥:١- الامالي: ص ١٩٢ لابي طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسيني "المتوفى ٤٢٤ هـ".] وَأشْهَدُ أَنَّهُ عَدْلٌ عَدَلَ وَحَكَمٌ فَضَلَ... [الخطبة: '٢١٤'، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد: ١١:٩.] .

...الَّذِي عَظُمَ حِلْمُهُ فَعَفا، وَعَدَلَ فِي كُلِّ ماقَضى، وَعَلِمَ بِما يَمْضِي وَما مَضى... [الخطبة: '١٩١'، غرر الحكم للامدي.] .

لَعَلَّكَ ظَنَنْتَ قَضاءً لازِماً، ['قضاءً لازماً': اي حكماً وأمراً قطعيّاً.] وَقَدَراً [القَدَر: ايجاد اللَّه للأشياء عند وجود اسبابها، ولا شي ء من القضاء والقدر منهما يضطر العبد لفعل من أفعاله.] حاتِماً!؟ [الحاتم: الذي لا مفر من وقوعه حتماً.] وَلَوْكانَ ذلِكَ كَذلِكَ لَبَطَلَ الثَّوابُ وَالْعِقابُ، وَسَقَطَ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ.

إِنَّ اللّهَ سُبْحانَهُ أَمَرَ عِبادَهُ تَخْيِيرا، وَنَهاهُمْ تَحْذِيراً، وَكَلَّفَ يَسِيراً، وَّلَمْ يُكَلِّفْ عَسِيراً، وَأَعْطى عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً، وَلَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً، وَلَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً، وَلَمْ يُرْسِلِ الأَنبِياءَ لَعِباً، وَلَمْ يُنْزِلِ الْكُتُبَ لِلْعِبادِ عَبَثاً، وَلا خَلَقَ السَّمواتِ وَالأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً 'ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا، فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النّارِ'. [سورة 'ص': ٢٧.] ، [قصار الحكم: '٧٨'.] .

نزول البلايا، ثمرة الاعمال السيئة

...إِنَّ اللّهَ يَبْتَلِي عِبادَهُ- عِندَ الْأَعْمالِ السَّبِّئَةِ- بِنَقْصِ الثَّمَراتِ، وَحَبْسِ الْبَرَكاتِ، وَإِغْلاقِ خَزائِنِ الْخَيْراتِ، لِيَتُوبَ تائِبٌ، وَيُقْلِعَ مُقْلِعٌ، وَيَتَذَكَّرَ مُتَذَكِّرٌ، وَيَزْدَجِرَ مُزْدَجِرٌ...  [الخطبة: '١٤٣'- اعلام النبوة: للديلمي- النهاية: ١٣٧:١، لابن الأثير- مستدرك الوسائل: ٤٣٩:١.]

... وَأَيْمُ اللَّهِ ماكانَ قَوْمٌ قَطُّ فِي غَضِّ [الغضّ: الناضر "الحسن، الناعم".] نِعْمَةٍ مِنْ عَيْشٍ فَزالَ عَنْهُمْ إِلاّ بِذُنُوبٍ اجْتَرَحُوها [اجترح الذنب: اكتسبه وارتكبه.] ، لأنَّ اللَّهَ لَيْسَ 'بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ'... [ الخطبة: '١٧٨'- الخصال للشيخ الصدوق: ٢١٦٣:٢- الجمل: ص ٤٦ للشيخ المفيد.]

تقدير الارزاق في ظلال العدل

... وَقَدَّرَ الْأَرْزاقَ فَكَثَّرَها وَقَلَّلَها، وَقَسَّمَها عَلَى الضِّيقِ وَالسَّعَةِ، فَعَدَلَ فِيها لِيَبْتَلِي مَنْ أَرادَ بِمَيْسُورِها وَمَعْسُورِها، وَلِيَخْتَبِرَ بِذلِكَ الشُّكْرَ وَالصَّبْرَ مِنْ غَنِيَّها وَفَقِيرِها... [ الخطبة: '٩١'- التوحيد: ص ٣٤ للشيخ الصدوق- فرج المهموم: ص ٥٦ للسيد ابن طاووس.]

وَلَيْسَ شَىْءٌ أَدْعى اِلى تَغْيِيرِ نِعْمَةَ اللّهِ وَتَعْجِيلِ نِقْمَتِهِ مِنْ اِقامَةٍ "عَلى ظُلْمٍ، فَاِنَّ اللّهَ يَسْمَعُ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ، وَهُوَ لِلظّالِميِنَ بِالْمِرْصادِ"... [الكتاب: '٥٣'، تحف العقول: ص ١٢٦- دعائم الاسلام: ٣٥٠:١.]

إذا رَجَفَتِ الرّاجِفَةُ، [الرّاجفة: النفخة الأولى حين تهب ريح الفناء فتنسف الأرض نسفاً.] وَحَقَّتْ [حقّت القيامة: وقعت وثبتت بعظائمها.] بِجَلائِلِها الْقِيامَةُ، وَلَحِقَ بِكُلِّ مَنْسَكٍ [المنسَك- بفتح الميم والسين-: العبادة أو مكانها.] أَهْلُهُ، وَبِكُلِّ مَعْبُودٍ عَبَدَتُهُ، وَبِكُلِّ مُطاعٍ أَهْلُ طاعَتِهِ، فَلَمْ يَجْرِ [لم يُجزَ- من الجزاء-: مبنيّ للمجهول، ونائب فاعله: 'خَرقُ بصر' و 'هَمْس قدم'، أي لا تجازى لمحة البصر تنفذ في الهواء ولا همسة القدم في الأرض إلّا بحق.] . فِي عَدْلِهِ وَقَسْطِهِ يَوْمَئِذٍ خَرْقُ بُصَرٍ فِي الْهَوإِ، وَلا هَمْسُ قَدَمٍ فِي الأَرْضِ إلاّ بِحَقِّهِ، فَكَمْ حُجَّةٍ يَوْمَ ذاكَ داحِضَةٍ، وَعَلائِقِ عُذْرٍ مُنقَطِعَةٍ... [الخطبة: '٢٢٣'، غرر الحكم ص ٢٣٢- الطراز: ٢٧٢:٢ للسيد اليماني.] .